صحيفة الرأي العام – سورية
غير مصنف

مأساة عكار ألهبت لخلافات اللبنانية الداخلية بدلا من التعاون للملمة الجراح

 لبنان الذي يجلس على صفيح ساخن دائما بدلا من أن يتعاون سياسيوه في معالجة الكوارث أو الأحداث الطارئة يتخذون من مثل هذه الأحداث ذريعة لمهاجمة بعضهم البعض وهذا ما حدث في انفجار عكار أمس الذي أودى بحياة عشرين شخصا وأدى إلى إصابة تسعة وسبعين آخرين بجراح إذ سارع سعد الحريري إلى دعوة الرئيس ميشال عون للإستقالة مع أن الدلائل تشير إلى مسؤولية نواب المستقبل عن عكار عن حماية مخزني الوقود واحتكاره.

  قال الحريري في تغريدة عبر «تويتر»، إنه يَكتفي بـ«توجيه كلمتين لفخامة الرئيس وصهره، لأقول: ارحل الآن واحفظ لآخرتك بعض الكرامة، لأنك لن تجد قريباً سفارة تُؤويك، وطائرة تَنقُلُكَ فوق أجنحة الهروب من لعنة التاريخ».

التيار الوطني الحر يرد

 وقد رد التيار الوطني الحر الذي أسسه عون ويتولى رئاسته صهره جبران باسيل على الحريري بقوله:

ـــ يا ليتك استثمرت في إنماء عكار، ويا ليتك تعلّمت أن تستثمر في الأعمال والسياسة وفي الخير للأحياء، على غرار استثمارك في الدماء.

ـــ يا ليتك أدركت أن استثمار الدم قصير ولا يُؤتي بالخير لناسك. حَلّك تتعلم!

ـــ ألا يكفي أنك غطّيت نوابك تَخزيناً وتَهريباً، كما غطّيت اللجنة المؤقتة للمرفأ لـ28 سنة بسوء الإدارة والفساد والهدر، حتى تسارع زوراً إلى التباكي على دماء هي من صنع يديك!».

 وقال التيار، في بيان، إن «أهل عكار هم أهلنا، نحن التيار. هم خزان الجيش الذي من رحمه نحن. هم حاربوا داعش وهزموها. وهم بتربيتهم وطيبتهم، رأس الحربة في قتال داعش وعقيدتها ولا يُمكن أن يكونوا إلا ضدها!».

 ونصحَ التيار الحريري، في ختام بيانه، بالإقلاع عن: «محاولات دس الفرقة ودق الأسافين. يَلفظُ الله كل من يستسهل إيقاظ الفتنة، تلك التي أشد من القتل!».

نواب تيار المستقبل

  اعتبر نواب عكار في تيار المستقبل، أن ما وصفوه بـ«المحاولة الخبيثة عن سابق إصرارٍ وتَعمُّد» لتحميل بعض نواب المستقبل مسؤوليةَ ما وقع، «تٌشكّلُ أسلوباً رخيصاً من أساليب التيار الوطني الحر، وتُجّار الدّم من جريمة مرفأ بيروت إلى جريمة عكار».

 وقال النواب، في بيان، إنهم يمتلكون «كامل الجرأة» لتَحمّل المسؤولية «تجاه شعبنا»، مُطالبين الجهات الأمنية والعسكرية والقضائية المختصة بـ«الإسراع في التحقيقات وتحديد المسؤوليات، ومُحاسبة كلّ مُقصّر ومُتورّط ومُتسبّب في الجريمة التي أودت بحياة وإصابة العشرات من أحبائنا وعائلاتنا».

 وفي ذات البيان، رأى نواب المستقبل أن اعتبار رئيس الجمهورية مسؤولاً عن «التداعيات والانهيارات المتواصلة، فهو موقف سياسي من حق أي نائب أو مسؤول أو مواطن أن يُعبّر عنه ويُنادي به في ضوء اللعنة التي أصابت البلاد في هذا العهد المشؤوم وباتت علامة من علامات الانتقال إلى جهنم»، مطالبين رئيس الجمهورية وكلّ مسؤول عن هذه الفاجعة بـ«الاستقالة الفورية».

 

عون يطالب بالتحقيق

 وكان الرئيس أعرب قد أعرب عن ألمه الشديد على ضحايا انفجار خزان المحروقات، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.

وقال عون: “إن هذه المأساة التي حلت بمنطقة عكار العزيزة أدمت قلوب جميع اللبنانيين الذين يقفون اليوم مع أبناء المنطقة في هذه المحنة التي ألمّت بهم”.

وكان عون قد تابع تطورات الحادث الذي وقع ليلا، وطلب استنفار القوى والأجهزة الأمنية والصحية في المنطقة لمكافحة الحريق، والعمل لنقل المصابين إلى المستشفيات والمراكز الصحية، وتقديم الإسعافات لهم على حساب وزارة الصحة، كما طلب من القضاء المختص إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات التي أدت إلى وقوع الانفجار.

السيد نصر الله: نحن في الانهيار والفوضى

وتوجّه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أمس بـ«التعزية إلى أهلنا في عكار والجيش اللبناني»، معلناً عن جهوزية مؤسسات حزب الله لـ«أي مساعدة».

 وطالب نصر الله، خلال إحياء الليلة السابعة من عاشوراء، بـ«الكشف عن تفاصيل الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها وأخذ العبرة من هذه الحادثة المؤلمة حتى لا تتكرر في عكار أو أي منطقة أخرى من لبنان».

 وأسف نصر الله، من المجلس العاشورائي المركزي، الذي يُقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية، لأن القوى السياسية «بدل أن تتداعى (…) للملمة الجراح ومواساة المصابين واستيعاب الحادثة، بدأ التراشق الإعلامي بالشتائم والاتهامات والتوظيف السياسي والمغالاة الجارحة».

 وشدد نصر الله على وجوب أن يُشكّل ما جرى «عاملاً حاسماً على المعنيين لتشكيل حكومة خلال أيام قليلة، والكلام للجميع لكل القوى السياسية والمعنيين»، مؤكداً أن «أي مكسب حزبي أو طائفي آخر لا يُمكن التفكير فيه أمام ما يجري في هذا البلد (…) وعلى الجميع تقديم التنازلات المطلوبة».

 وشدد نصر الله على وجوب أن تجتمع الحكومة لـ«تصريف الأعمال وإدارة الأزمة وإدارة مواجهة الفوضى»

 وقال نصر الله إن «البعض يقول إننا أمام الانهيار، لا نحن في الانهيار، والبعض يقول نحن أمام فوضى، لا نحن في فوضى، ولكن الأمر مقدور عليه»، مُضيفاً: «الذين احتكروا البنزين والمازوت أو الذين هربوها إلى سورية هؤلاء خونة لأنهم خانوا الأمانة وأموالهم أموال حرام».

 واعتبر نصر الله أن «ما يجرى من سطو على الصهاريج هو سرقة»، واصفاً من يصادر المازوت على الطريق بأنه «حرامي».

 وقال نصر الله: «يوم اللي بدو يفوت المازوت والبنزين إلى لبنان لن ندخله ليلاً بل سيدخل جهاراً نهاراً»، مُضيفاً: «نحن قطعاً سنأتي بالمازوت والبنزين من إيران، الموضوع محسوم، وبعدين بس يمشي المازوت والبنزين، هناك مسار آخر». ودعا نصر الله إلى عدم البناء على ما يصدر عن الإعلام حول البنزين والمازوت من إيران، وانتظارِه «صوت وصورة» أو انتظارِ بيان من حزب الله.

 طائرات تركية تجلي جرحى الجيش

اللافت في الأمر أن طائرة مُرسَلة من وزارة الصحة التركية وصلت إلى مطار بيروت الدولي لإجلاء 4 جرحى من الجيش، إصاباتهم حرجة، وذلك، وفق «الوكالة الوطنية»، في إطار الاتصالات التي «أجراها وزير الصحة حمد حسن مع الدول الصديقة لمتابعة التداعيات الصحية لكارثة التليل».

مواضيع ذات صلة

اترك تعليق