ما بين الثاني والعشرين من شباط عام 1958 يوم إعلان الوحدة المصرية السورية، والخامس عشر من آذار عام 2011 اليوم الذي يعتبر بداية الحرب على سورية، مدة طويلة إلى حد ما، لكنها تختزن عبرا ومعاني تلامس بقوة الجرح النازف في سورية الآن.
ففي خريف العام السابق لإعلان الوحدة كانت سورية قاب قوسين أو أدنى من عدوان تركي صهيوني ملكي عراقي، بذريعة الحيلولة دون وقوعها في حضن الشيوعية، نظرا لبروز قوى تقدمية في واجهة سياسييها، تمثلت بحزب البعث العربي الاشتراكي، والحزب الشيوعي، وشخصيات تقدمية أخرى، وكان لهذه القوى امتدادات داخل الجيش أيضاً، والآن وبعد مضي تسع سنين على الحرب، نجد نفس الأطراف تعتدي ولا تهدد فقط مع استبدال طفيف حيث حل حكام السعودية، وحكام الخليج محل نوري السعيد حاكم العراق الفعلي حينها.
عام 1957 لقيت سورية دعما قويا من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي أرسل قوات كبيرة بعتادها وأسلحتها إلى ميناء اللاذقية لمساندة الجيش السوري في صد العدوان في حال وقوعه، أما الآن فالصمم يعم كل الحكام العرب، الذين لم يشتركوا في الحرب على سورية حتى الآن، فيما يغرق الآخرون في التآمر والتمويل، رغم معرفتهم جميعا أن الأطماع العثمانية والصهيونية تستهدفهم بالقدر الذي تستهدف به سورية.
عام 1957 شهد غليانا شعبياً سورياً هائلاً ضد العدوان المبيت، كان دافعا قويا لأن يذهب الرئيس شكري القوتلي إلى عبد الناصر طالبا منه الوحدة تحت إلحاح القوى التقدمية السورية المدنية والعسكرية، وتمت تلبية المطالب الشعبية بإعلان الوحدة، أما الآن ورغم أن العدوان واقع وشبه يومي، وليس تهديدا فقط، فلا هياجا شعبيا، ولا حكما عربيا مؤهلا للمطالبة بالوحدة معه.
ألا يحق لنا أن نقول إننا أصبحنا أمة سقط المتاع، لا تحس، ولا تشعر بالخطر الداهم، بل تدفن رأسها برمال النفط والغاز الذي ينهب منها نهارا جهارا!!؟؟.
أ.ب