تواصل قوات الاجتلال الأميركية تعزيز قواعدها العسكرية في سورية، من خلال استقدام دفعات جديدة من الأسلحة والمعدات العسكرية المختلفة، بهدف تقوية الدفاعات داخل هذه القواعد التي تتعرّض لهجمات متكرّرة من فصائل المقاومة في كل من سورية والعراق، وصلت إلى نحو مائة استهداف منذ مطلع العام الجاري.
وحسب تقرير إجباري نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم فقد استقدم الأميركيون منذ مطلع الشهر الجاري نحو 115 شاحنة محملة بالأسلحة والمعدات المختلفة، بالإضافة إلى هبوط 10 طائرات شحن في قواعد “خراب الجير” في ريف الحسكة، و”حقل العمر” و”كونيكو” في ريف دير الزور. ووُزّعت الدفعات الجديدة من الأسلحة التي ضمّت عربات نقل جنود ومعدات مراقبة وأخرى متخصّصة في تعزيز أنظمة الدفاع الجوي على القواعد، خشية من تصعيد فصائل المقاومة ضدّها، بعد تنفيذ عدوانين أميركيين ضد المقاومة نهاية الأسبوع الفائت.
كما كثّفت واشنطن من تسيير الدوريات الجوية باستخدام الطيران الحربي والمروحي والمسيّر في أجواء الضفتين الشرقية والغربية لنهر الفرات، لتنفيذ جولات استطلاعية، لمراقبة أي استعدادات جديدة تقوم بها فصائل المقاومة في المنطقة بهدف تنفيذ هجمات إضافية.المقاومة نجحت في إطلاق عدة مسيّرات استطلاعية فوق قاعدتَي «كونيكو» و «حقل العمر»
وعلى رغم التعزيزات العسكرية الأميركية المتتالية، إلا أن فصائل المقاومة نجحت ليل الجمعة في إطلاق عدة مسيّرات استطلاعية في أجواء قاعدتَي “كونيكو” و”حقل العمر”، بمهمة أساسية هي الاطلاع على طبيعة التحصينات الجديدة للقوات الأميركية في القاعدتين الأكبر في سورية.
ويبدو أن الطائرات نجحت في تحقيق الأهداف المطلوبة منها من خلال تنفيذ مهام استطلاعية كافية، قبل أن تطلق الدفاعات الجوية داخل قاعدة “كونيكو” صواريخ عدة في اتجاهها بهدف عرقلة مهامها وإسقاطها.
وتقول مصادر ميدانية إن “القوات الأميركية تعزّز قواعدها بهدف منع وقوع أي أذى بالجنود داخلها، لحين تسلّم الإدارة الجديدة مهامها ومعرفة توجّهاتها العسكرية في المنطقة”، مشيرة إلى أن “المقاومة تدرك حساسية المرحلة الانتقالية بين الإدارتين والتي عادة ما تُبنى فيها السياسة الخارجية لمدة أربع سنوات قادمة. لذلك هي تحاول التصعيد للتأكيد على خيار المقاومة لحين تحقيق الانسحاب الأميركي». ورأت المصادر أن «الإدارة الأميركية الجديدة قد تستعجل الانسحاب من سورية، وذلك نتيجة تجارب سابقة راعت فيها الحساسية التركية» لافتة إلى أن “الضغوط التركية تصاعدت بشكل كبير أخيراً، بهدف دفع الأميركيين إلى الانسحاب، وفتح المجال لأنقرة لشن عمليات عسكرية برية جديدة في المنطقة”.
ونقلت وسائل إعلام تركية، أمس، عن المتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، عمر جيليك، تأكيده أن “الجيش التركي مستعد لبدء عملية عسكرية برية ضد قوات قسد بمجرد صدور الأوامر”، معتبراً أن بلاده ترى في “مهمة الحفاظ على أمن المنطقة بعمق 30 كيلومتراً من الحدود، مسألة حساسة ومهمة”.