قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أمس “الجمعة” إن الوقت حان لإنهاء الصراع “الإسرائيلي” اللبناني.
ونقلت رويترز عن ترامب قوله «أعرف الكثيرين من لبنان وعلينا إنهاء هذا الأمر برمته».
وجاء حديث الرئيس السابق ترامب أمام جمهور يشمل أمريكيين من أصول عربية في ولاية ميشيغان المتأرجحة.
مصادر: فشل جهود أمريكية لتطبيق هدنة في لبنان قبل انتخابات الرئاسة
وقد جاءت تصريحات ترامب هذه في وقت قالت فيه مصادر مطلعة لرويترز إن الجهود الأمريكية لوقف القتال بين الكيان الصهيوني وحزب الله فشلت بعدما صاغت واشنطن مقترحا “غير واقعي” لوقف إطلاق النار، وكذلك بسبب إصرار الكيان على أن يكون بإمكانه إنفاذ هدنة بشكل مباشر.
وذكر مصدر سياسي لبناني مقرب من حزب الله ودبلوماسيان وشخص مطلع على المحادثات أن الصراع قد يستمر لأشهر في ظل عدم وجود مقترح قابل للتطبيق على طاولة المفاوضات قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الثلاثاء القادم.
وتحدثت جميع المصادر شريطة عدم ذكر أسمائها. ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على أسئلة من رويترز.
وقال مسؤول أمريكي إن محادثات بين مبعوثين أمريكيين اثنين ومسؤولين “إسرائيليين” يوم الخميس أثمرت عن نتائج أفضل من المتوقع. ووصف مسؤول أمريكي ثان الاجتماعات بأنها “واقعية وبناءة”، لكنه قال إن الولايات المتحدة لن تتفاوض في العلن.
وأحالت وزارة الخارجية الأمريكية رويترز إلى تعليقات أدلى بها الوزير أنتوني بلينكن وقال فيها إن إسرائيل ولبنان يمضيان نحو التوصل إلى تفاهم بشأن ما هو مطلوب لإنهاء الصراع، لكن يتعين بذل مزيد من الجهود.
وذكرت هيئة البث العامة العبرية (راديو كان) أن واشنطن وضعت مقترحا لتطبيق هدنة تستمر 60 يوما ينسحب فيها حزب الله من الحدود الجنوبية للبنان، وتتوقف هجمات الطرفين، مع نشر 10 آلاف من قوات الجيش اللبناني في الجنوب.
لكن دبلوماسيين قالا لرويترز إن الجهود الدبلوماسية فشلت لأن المقترح غير قابل للتطبيق.
وقال مسؤول غربي لرويترز “كان غير واقعي تماما بسبب العبء الذي يحمله للجيش اللبناني من أجل حل هذه المشكلات”.
وكرر دبلوماسي إقليمي هذه الشكوك، وأشار على وجه التحديد إلى عناصر “اتفاق جانبي” بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” نشره راديو كان يمنح “إسرائيل” الحق في اتخاذ إجراء ضد التهديدات الوشيكة لأمنها. ووصف الدبلوماسي هذا المقترح بأنه “غير قابل للتطبيق”.
وقال المصدر السياسي اللبناني المقرب من حزب الله لرويترز “بعد محاولة هوكشتين بالأمس، خلاص، يبدو أنه لم يعد أمامنا سوى الميدان الذي ستكون له الكلمة”.
* “عناد”
ويرى المراقبون أن الولايات المتحدة تجد صعوبة في كسر الجمود في المحادثات.
فقد قال مصدران لرويترز إن هوكشتين طلب من لبنان هذا الأسبوع إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد لإحراز تقدم، وهو أمر نفاه نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وهوكشتين.
ويواجه نتنياهو ضغوطا من عشرات الآلاف ممن نزحوا من مناطق في الشمال للتأكد من أن “إسرائيل” قادرة على ضمان احترام أي اتفاق، وكذلك ضمان عدم تمكن حزب الله وفصائل مسلحة أخرى من العودة.
وقالت صحيفة (إسرائيل هيوم) المحافظة “من الضروري إذن أن تصر “إسرائيل” على الاحتفاظ بحرية التصرف الأمني لإنفاذ أي اتفاق في لبنان”.
وقال مكتب نتنياهو إنه أبلغ هوكشتين يوم الخميس الماضي بأن الشاغل الرئيسي “لإسرائيل” ليس “هذا الاتفاق أو ذاك على الورق، بل هو قدرة “إسرائيل” وتصميمها على فرض الاتفاق وإحباط أي تهديد لأمنها من لبنان”.
وأنحى زعماء لبنانيون أمس “الجمعة” على “إسرائيل” باللائمة في عرقلة التوصل إلى أي اتفاق.
فقد قال ميقاتي «التصريحات “الإسرائيلية” والمؤشرات الدبلوماسية التي تلقاها لبنان تؤكد العناد “الإسرائيلي” في رفض الحلول المقترحة والإصرار على نهج القتل والتدمير”.
وأكد نبيه بري رئيس البرلمان أن “إسرائيل” «أهدرت أكثر من فرصة محققة» للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال بري في تعليقات لصحيفة الشرق الأوسط إن نتنياهو رفض خريطة طريق توافق لبنان وهوكشتين عليها، وأضاف أنه تم إرجاء أي جهود دبلوماسية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تُجرى يوم الثلاثاء.
وقال دبلوماسي غربي «السيناريو الأرجح الآن هو أن “الإسرائيليين” سيواصلون فعل ما يريدون فعله، مع عدم وقف إطلاق النار».