تجدد المظاهرات ضد سيطرة إرهابيي الجولاني مع اعلان تركيا استعدادها لفتح «أبو الزندين»

تفيد الأنباء الواردة من الشمال السوري الواقع تحت سيطرة الفصائل الإرهابية أنه خلال الأسبوعين الماضيين، عادت التظاهرات المناوئة لـ«هيئة تحرير الشام – النصرة ساقا» الإرهابية في مناطق عدة من إدلب، رغم الحملات الأمنية المشدّدة التي نفّذها «جهاز الأمن» التابع لـها، وما تبعها من محاولات عقد اتفاقات مع قوى محلية. وتسبّب ذلك في انتكاسة يبدو أنها ستكون كبيرة هذه المرة لمساعي زعيم الهيئة الجولاني في وأد الحراك، خصوصاً بعدما ظهر تواطؤ عدد من القياديين الغاضبين في «الهيئة» في دعم تلك التظاهرات، على خلفية حملة اعتقالات داخلية سابقة نفّذها زعيم «الهيئة» بحقّ زملاء له، اتهمهم خصوصاً بـ«العمالة لقوى خارجية».
وجّهت تركيا تحذيراً إلى الجولاني من أنها لن تتدخّل لمساعدته في حال تورّط في حرب مع الجيش السوري
ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية عن مصادر ميدانية قولها إن إدلب تشهد انتشاراً جديداً مكثّفاً للدوريات الأمنية، بالتوازي مع حملة اعتقالات طاولت عدداً من القياديين في «الهيئة»، وبينهم شخصيات غير سورية. وأوضحت أن التهم الأولية التي وُجّهت إلى هؤلاء، تتعلّق بـ«التآمر ضدّ الهيئة»، ومحاولة «زعزعة الاستقرار»، الأمر الذي قد يفتح الباب على مصراعيه أمام حملة اعتقالات جديدة في ظلّ استمرار التظاهرات المناوئة للجولاني، والتي يتّهمها الأخير بأنها جزء من «مؤامرة مدعومة خارجياً».

وتأتي هذه الأزمة الداخلية بعد أسبوعين على تراجع الجولاني عن فتح جبهات قتال جديدة مع الجيش السوري، وفقاً لما كان متفقاً عليه في لقاءات أجراها مع مسؤولين في الاستخبارات الأوكرانية التي تحاول دعم فصائل إرهابية لاستهداف المصالح الروسية خارج روسيا، في الساحل الأفريقي وسورية. وعلى إثر انكشاف هذا الاتفاق بين الجولاني وأوكرانيا شنّت طائرات حربية روسية غارات عنيفة على مواقع تابعة لـ«الهيئة» تم خلالها تدمير مخازن أسلحة وورشات تعديل طائرات مسيّرة، في وقت استقدم فيه الجيش السوري تعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس. ووجّهت تركيا، بدورها، تحذيراً إلى الجولاني من أنها لن تتدخّل لمساعدته، كما جرى سابقاً، في حال تورّط في حرب مع الجيش السوري، لِما لهذه المعارك من آثار مضرّة بخطوات التقارب مع سورية، بالإضافة إلى تسبّبها في موجات نزوح جديدة نحو الحدود التركية.

ويرى المراقبون أن تركيا نجحت أخيراً، في خطو أولى خطواتها في الشمال السوري، عبر فتح معبر «أبو الزندين» في مدينة الباب، في ريف حلب، والذي يُنظر إليه على أنه مدخل إلزامي للتطبيع مع سورية، وإجراء لا بدّ منه لتسهيل عودة اللاجئين السوريين، الذين ترغب أنقرة في إعادتهم إلى بلادهم. بعدما ما كانت قد أُجهضت محاولات افتتاحه السابقة، جراء هجمات شنّها الإرهابيون لأنهم يعتبرون فتحه تهديداً لمعابر التهريب التي يديرونها. ووفقاً لمصادر من المنطقة تحدثت إلى «الأخبار»، فإن أنقرة أعلنت، خلال اجتماع أمنيّ عقد، قبل يومين، وضمّ ضباطاً روساً وأتراك، استعدادها لفتح المعبر.


شهد ريف حلب الشمالي اشتباكات عنيفة على خلفية رفض فصيل «صقور الشمال» افتتاح المعبر


وقد شهد ريف حلب الشمالي، خلال الأيام الماضية، اشتباكات عنيفة، على خلفية رفض فصيل «صقور الشمال» الإرهابي افتتاح المعبر، وتنفيذ الأوامر التركية التي تلقتها ما تسمى «الحكومة المؤقتة» بحلّه وضمّ مقاتليه إلى ما يسمونه «الجيش الوطني» بذريعة «مأسسة الفصائل».

ولجأ الفصيل إلى «الجبهة الشامية» الإرهابية المناوئة لـ«المؤقتة»، أملاً في منع حله، خصوصاً أن «الجبهة» باتت تربطها علاقات متينة بـ«هيئة تحرير الشام»، لأسباب تجارية تتعلّق بالسيطرة على المعابر. غير أن جهود «صقور الشمال» باءت بالفشل، بعدما هاجمته مجموعات من «القوة المشتركة» (فرقتا «السلطان سليمان شاه» و«الحمزة» الإرهابيتان المرتبطتان بالاستخبارات التركية، وشركة «سادات» الأمنية لتصدير المرتزقة)، التي تحالفت مع «المؤقتة». وحاولت «الجبهة الشامية» مؤازرة «صقور الشمال»، غير أن الموقف التركي المتفرّج، دفع عدداً من فصائل «الجبهة» إلى الانطواء وعدم المشاركة، لينتهي الأمر بفرط عقد الفصيل، وإعلان «الشامية» التزامها بالقرارات التركية، وتقديم تعهدات بعدم المساس بمعبر «أبو الزندين»، خصوصاً بعدما رفضت «تحرير الشام» المشاركة في ما يجري خوفاً من الموقف التركي، ولأسباب تتعلق بأزمة داخلية تعيشها.

Related posts

وصول طائرة مساعدات إيرانية إلى مطار اللاذقية الدولي للوافدين من لبنان جراء العدوان الصهيوني

الجلالي يبحث مع القائم بأعمال السفارة العراقية بدمشق آليات التنسيق لتأمين المستلزمات الإغاثية للوافدين من لبنان

المفوض الأممي فيليبو غراندي يطلع على التسهيلات والمساعدات ‏المقدمة للوافدين من لبنان   ‏