شهدت فلسطين المحتلة احتجاجات شديدة اليوم لليوم الثاني على التوالي وأعلن أكبر اتحاد عمالي إضرابا عاما للضغط على الحكومة الصهيونية من أجل التوصل لاتفاق لإعادة الرهائن الصهاينة في قطاع غزة إلى ديارهم، وذلك بعد العثور على جثث ستة منهم في غزة.
وحسب رويترز توقفت خدمات النقل والصحة في عدة مناطق كما أغلقت العديد من المتاجر والشركات أبوابها استجابة لإضراب دعا إليه رئيس اتحاد نقابات العمال (الهستدروت) الذي يمثل مئات الآلاف من العاملين.
وأثارت استعادة جثث الرهائن، الذين قُتلوا بالرصاص قبل 48 إلى 72 ساعة من عثور القوات الضهيونية عليها وفقا لتقديرات وزارة الصحة، صدمة كبيرة لدى المستوطنين دفعت ما لا يقل عن نصف مليون شخص أمس “الأحد” إلى النزول إلى الشوارع في القدس وتل أبيب للاحتجاج.
ويطالب المتظاهرون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن المتبقين إلى ديارهم.
وتجمع الآلاف مجددا اليوم في تل أبيب ملوحين بالأعلام الصهيونية أو حاملين صور الرهائن المتبقين وعددهم مئة وواحد.
وبعد تدخل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قضت محكمة العمل في تل أبيب بضرورة إنهاء الإضراب العام عند الساعة الثانية والنصف ظهرا (1130 بتوقيت جرينتش)، قائلة إن الإضراب سياسي إلى حد بعيد وليس له أساس اقتصادي. وقبل الهستدروت الحكم.
وبعد يوم من تعليق وصف فيه الإضراب بأنه “صرخة من أجل استعادة الرهائن” قال أرنون بار دافيد رئيس الهستدروت “نحن نعيش في دولة قانون ونحترم قرار المحكمة، لذلك أطلب من الجميع العودة إلى العمل في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر”.
ووفقا لتقديرات وسائل إعلام عبرية، نظم ما يصل إلى 500 ألف شخص احتجاجات في القدس وتل أبيب ومدن أخرى، مطالبين ببذل نتنياهو مزيدا من الجهد لاستعادة باقي الرهائن
وفي القدس أغلق المحتجون الشوارع ونظموا احتجاجا أمام منزل نتنياهو. وأظهر مقطع مصور من الجو إغلاق المحتجين للطريق السريع الرئيسي في تل أبيب وهم يلوحون بالأعلام وصور الرهائن القتلى.
وعرض التلفزيون الصهيوني مقطعا يظهر الشرطة وهي توجه مدافع المياه نحو المحتجين الذين أغلقوا الطرق. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم أمس اعتقال 29 شخصا.
وكان الجيش الصهيوني قد أعلن عن انتشال الجثث من نفق في مدينة رفح جنوب القطاع تزامنا مع بدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع المدمر وتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة.
وذكر المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاغاري في إفادة صحفية أن الجيش نقل جثث كرمل جات وعيدن يروشالمي وهيرش غولدبرج بولين وألكسندر لوبنوف وألموج ساروسي وأوري دانينو إلى فلسطين المحتلة.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة الصهيونية «إن الفحص الجنائي حدد أنهم “قتلوا على يد “إرهابيي حماس” بعدد من الرصاصات من مسافة قريبة” قبل ما يتراوح بين 48 و72 ساعة».
ويواجه نتنياهو ضغوطا مستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح باقي الرهائن بعد مرور نحو 11 شهرا على اندلاع الحرب. ورد على ذلك بقوله: “من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقا”.
وقال مسؤولون كبار في حماس إن “إسرائيل”، برفضها التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، هي المسؤولة عن مقتل الرهائن.
فقد قال سامي أبو زهري القيادي في حماس لرويترز “نتنياهو هو المسؤول عن مقتل الأسرى “الإسرائيليين”، وهو حريص على قتل الجميع للاستمرار في الحرب… ولذا على “الإسرائيليين” أن يختاروا بين نتنياهو أو الصفقة”.