توجه وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت إلى واشنطن اليوم “الأحد” لمناقشة المرحلة التالية للحرب في غزة وما يجري من تصعيد للأعمال القتالية على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان حيث يؤجج تبادل إطلاق النار مع جماعة حزب الله مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقا.
ونقلت رويترز عن غالانت قوله في بيان قبل أن يتوجه إلى واشنطن “نحن مستعدون لأي إجراء يحتمل أن يكون لازما في غزة ولبنان وفي مناطق أخرى”، وأوضح أنه سيلتقي بنظيره الأمريكي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
ويربط بعض المسؤولين الالصهاينة ومنهم غالانت بين تكثيف الجيش للتوغل حاليا في رفح، وبين احتمال تحول التركيز بعد ذلك إلى لبنان.فقد قال : “الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة له أهمية كبيرة. سأناقش هذا الانتقال مع المسؤولين الأمريكيين، وكيف يحتمل أن يتيح أشياء إضافية، وأعلم أننا سنحقق تعاونا وثيقا مع الولايات المتحدة في هذا الصدد أيضا”.
ويصف مسؤولون صهاينة المرحلة الثالثة والأخيرة من العدوان على غزة بأنها تهدف إلى تقليص القتال إلى عمليات أقل نطاقا مع تكثيف الجهود الرامية إلى استتباب الحكم بعد القضاء على حماس في القطاع الذي دمرت الحرب معظمه.
وقد اختلف غالانت، وهو عضو في حزب ليكود، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتزعم الحزب، في الأشهر القليلة الماضية مطالبا بخطة أكثر وضوحا لما بعد الحرب في غزة لا تترك المسؤولية في القطاع في يد “إسرائيل”، وهو المطلب الذي صدر بالمثل عن البيت الأبيض.
وزار المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتين كلا من فلسطين المحتلة ولبنان الأسبوع الماضي في محاولة لتهدئة التوتر، وسط تصاعد في إطلاق النار عبر الحدود وتصعيد حدة التصريحات من الجانبين.
وأعلن الجيش الصهيوني اليوم إصابة جندي بجروح خطيرة في هجوم بطائرة مسيرة.
ومن شأن تقلص العمليات في غزة أن يتيح للقوات التفرغ لمواجهة حزب الله، إذا ما احتاجت إسرائيل لشن هجوم بري أو تكثيف القصف الجوي.
ويواجه نتنياهو مصاعب في مساعيه للحفاظ على حكومته متماسكة من خلال الموازنة بين مطالب المؤسسة الدفاعية، بما في ذلك جنرالات سابقون مثل جالانت، والشركاء في ائتلاف الحكومة من اليمين المتطرف الذين يقاومون أي استراتيجية لما بعد حرب غزة يمكن أن تفتح الطريق أمام قيام دولة فلسطينية مستقبلية.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الصهيوني يولي إدلشتاين لإذاعة الجيش اليوم إن قتال حزب الله سيكون معقدا سواء عاجلا أو آجلا.
وأضاف إدلشتاين، وهو أيضا عضو في حزب ليكود، “لسنا في وضع مناسب لخوض قتال على الجبهتين الجنوبية والشمالية. سيتعين علينا الانتشار بشكل مختلف في الجنوب من أجل القتال في الشمال”.
وانتقد إدلشتاين مقطعا مصورا نشره نتنياهو الأسبوع الماضي قال فيه إن الإدارة الأمريكية “تمنع الأسلحة والذخائر عن إسرائيل”. وأثار المقطع خلافا مع البيت الأبيض.
وعلقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو أيار شحنة قنابل لإسرائيل زنة 2000 رطل و500 رطل بسبب القلق إزاء التأثير الذي يمكن أن تحدثه إذا استُخدمت في مناطق مكتظة بالسكان في غزة، لكن لا يزال من المقرر أن تحصل إسرائيل على أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات.
وقال إدلشتاين “آمل أن تحقق المناقشات خلف الأبواب المغلقة أشياء أكثر بكثير من تلك التي تتحقق عبر محاولات الضغط باستخدام مقاطع الفيديو”، في إشارة إلى زيارة غالانت لواشنطن.
وأصدر نتنياهو بيانا في وقت لاحق اليوم قال فيه إن المقطع المصور كان الملاذ الأخير بعدما لم تجد المناشدات التي قُدمت خلف الأبواب المغلقة آذانا صاغية.