أحيت أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس اليوم الذكرى 109 للمجازر التي ارتكبها العثمانيون بحق السريان (مجازر سيفو) تزامناً مع اليوبيل المئوي الأول لتشييد كاتدرائية مار أفرام السرياني للسريان الأرثوذكس بحلب والتي تم افتتاحها بعد ترميمها جراء تضررها من الزلزال العام الفائت وإعادة ملامحها الأصلية المبنية بحجارة بعيدين الحلبية البيضاء.
وبدأ الاحتفال بمسير كشفي شارك فيه المواطنون حاملين المشاعل واللافتات الداعية لعدم نسيان حقوق شهداء الإبادة السريانية وعبارات الشكر لسورية على احتضانها السريان كمكون فعّال ضمن مكوناتها الاجتماعية كافة.
ولفت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس رئيس الكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم مار إغناطيوس أفرام الثاني في تصريح للصحفيين إلى رمزية إحياء الذكرى بتوجيه دعوة للسلام والمحبة ووقف الاضطهادات بحق الشعوب المسالمة بمختلف أطيافها وتعزيز العيش المشترك بين المكونات الاجتماعية كافة مبينا أن سورية أنموذج يعكس أجمل صور التعايش والإخاء حيث استقبلت الشعب السرياني الهارب من الاضطهاد ليثمر على أرضها ويتمسك بالحياة من جديد.
وأضاف البطريرك أفرام الثاني إن حلب غدت محطة مهمة انتشر منها السريان إلى شتى بقاع الأرض، فكاتدرائية مار أفرام السرياني باتت معلماً يرمز لعودة السريان المهجرين للحياة والتعافي قبل مئة عام حيث شيدوها بمزيج بين فن العمارة الحلبي والأيقونات السريانية.
وبيّن مطران أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس بطرس قسيس أنّ تزامن الذكرى 109 للإبادة السريانية مع الذكرى المئوية لتدشين كاتدرائية مار أفرام السرياني يصل بين حدثين مهمين بجسر من الوفاء وحسن التعامل، فانتقل السريان من واقع الإبادة والتهجير القسري إلى حياة جديدة تمسكوا بها وتجذروا في سورية وعرفوها وطناً آمناً للحفاظ على هويتهم الحضارية والثقافية من الاندثار والهلاك.
ونوه رئيس الكشاف السرياني العالمي الدكتور سفير سليم بخصوصية فعاليات إحياء ذكرى مجازر الإبادة السريانية لنقل الحقيقة للجيل الجديد ومواصلة المطالبة بالحقوق العادلة، مبيناً أن الذكرى 109 للمجازر تميزت بمشاركة 14 فرقة كشفية موسيقية من كل أنحاء سورية بهدف التأكيد على قيامة حلب من محنتها كما أقامت سورية السريان من صعابهم ومحنتهم بعد المجازر.
يذكر أن كاتدرائية مار أفرام السرياني بحلب تعد معرضاً مهماً لأهم المنمنمات السريانية القديمة فتحمل على جدرانها لوحات جدارية وأيقونات مستقاة من تلك المنمنمات، بالإضافة إلى أهميتها التاريخية في صون عشرات المخطوطات السريانية التي تم إنقاذها خلال المجازر السريانية، ودورها الكبير في احتضان دورات تعلّم اللغة السريانية.