استشهد 12 فلسطينيا على الأقل في قصف جوي صهيوني على رفح بجنوب قطاع غزة أمس “الخميس” ، فيما احتدم القتال في عدة مناطق أخرى بالقطاع.
ونقلت رويترز عن مسعفين في غزة قولها إن القتلى الفلسطينيين الاثني عشر مدنيون وأُصيب عدد غير معروف في ضربة جوية صهيونية في أثناء محاولتهم انتشال جثة مدني آخر وسط رفح.
وأوضح المسعفون أن مدنيا فلسطينيا آخر قُتل في قصف جوي بمخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة في شمال القطاع المكتظ بالسكان.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن أكثر من 36 ألف فلسطيني قُتلوا جراء العملية العسكرية الصهيونية في غزة، منهم 53 لاقوا حتفهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وواصل الكيان الصهيوني هجومه على رفح غداة إعلانه سيطرة قواته يوم الأربعاء الماضي على محور فيلادلفيا، وهو منطقة عازلة بطول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وهذا يعني أن الكيان تسيطر فعليا على كامل الحدود البرية للقطاع الفلسطيني.
وقال الكيان الصهيوني إن السيطرة على المنطقة العازلة قطعت طريقا تستخدمه حركة المقاومة في تهريب الأسلحة إلى غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر والتي جرى تدمير معظم أنحاء القطاع خلالها وأثارت مخاوف من حدوث مجاعة. وأعلن عن وقوع اشتباكات في جنوب ووسط وشمال قطاع غزة لكنه لم يعلق بعد على تقارير عن سقوط قتلى في رفح التي نزح إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين في وقت سابق من الحرب.
وقد واصل الكيان عدوانه على رفح في جنوب القطاع رغم الأمر الصادر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات على المدينة. وتقول القوات الصهيونية إنها تحاول القضاء على مسلحي حماس وإنقاذ الرهائن المحتجزين هناك، كما دعت محكمة العدل الدولية إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.
وقال الجيش الصهيوني إن جنديا لاقى حتفه في القتال في شمال غزة مما يرفع خسائره البشرية في أثناء القتال إلى 292 منذ بدء الاجتياح البري في غزة في 20 أكتوبر تشرين الأول.
* أنفاق وأسلحة ومتفجرات
أكد وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت، في اتصال هاتفي الليلة الماضية مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، أهمية استمرار العمليات الصهيونية في رفح “بسبب وجود معلومات محددة عن رهائن محتجزين هناك”.
وقالت وزارة الحرب الصهيونية في بيان عن الاتصال الهاتفي: “الوزير غالانت قدم عرضا مفصلا عن أنشطة جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة رفح حيث تم رصد 20 نفقا إرهابيا”.
وذكر الجيش الصهيوني في بيان أيضا أنه اكتشف في عمليات الاجتياح الأخيرة أنفاقا تستغلها حماس في التهريب ونقل المقاتلين تحت الأرض، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات. لكنه لم يُحدد في البيانين مكان أنفاق التهريب هذه.
وصرح مسؤول صهيوني في 15 مايو أيار بأن هناك 50 نفقا تربط رفح بشبه جزيرة سيناء المصرية. وعبر عن قلقه من أن حماس قد تستغلها في تهريب أعضائها البارزين أو رهائن إلى الأراضي المصرية. ونفت مصر يوم الأربعاء وجود أي من هذه الأنفاق.
وجددت الولايات المتحدة، أقرب حلفاء الكيان الصهيوني، يوم الثلاثاء الماضي معارضتها لشن الكيان هجوما بريا كبيرا على رفح لكنها قالت إنها لا تعتقد أن مثل هذه العملية تجري حاليا.
وتشارك الولايات المتحدة مع مصر وقطر في جهود الوساطة بمحادثات غير مباشرة بين “إسرائيل” وحماس بشأن الترتيب لوقف إطلاق النار وتحرير من تبقى من الرهائن. وتعثرت تلك المحادثات، ويتبادل الجانبان الاتهامات حول السبب في عدم إحراز تقدم.
وقالت حماس أمس إنها ستواصل التفاوض خلال “العدوان”، لكنها مستعدة “لاتفاق كامل” إذا أوقفت “إسرائيل” الحرب. ورفضت “إسرائيل” عروض حماس السابقة ووصفتها بأنها غير كافية وقالت إنها مصممة على القضاء على حركة عازمة على تدميرها.
ومع استمرار الحرب، ينتشر سوء التغذية على نطاق واسع بغزة في ظل تباطؤ تسليم المساعدات إلى حد كبير. وحذرت الأمم المتحدة من أن مجاعة على وشك الحدوث هناك.
وقال مسؤولون فلسطينيون ورجال أعمال وموظفو إغاثة دوليون لرويترز إن الجيش الصهيوني رفع حظرا مفروضا على بيع الأغذية من “إسرائيل” والضفة الغربية المحتلة إلى قطاع غزة موفرا بذلك شريان حياة محتملا.
وأضافوا أن سلطات الجيش أعطت التجار في غزة الضوء الأخضر لاستئناف مشترياتهم من الموردين الصهاينة والفلسطينيين من المواد الغذائية مثل الفاكهة والخضراوات الطازجة ومنتجات الألبان خلال الشهر الجاري.
وأذكت الحرب في غزة أعمال عنف أيضا في الضفة الغربية المحتلة التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم عليها. حيث قتل جنديان صهيونيان في هجوم بسيارة كان يقودها فلسطيني الليلة الماضية بمدينة نابلس في الضفة الغربية. ولم تعلن أي فصائل فلسطينية بعد مسؤوليتها عن الهجوم.
وقتلت قوات أمن صهيونية فلسطينيا خلال تنفيذها مداهمة اعتقال في الضفة الغربية المحتلة أمس.
وعلى صعيد آخر، قال قاد جماعة أنصار الله اليمنية إن الجماعة ستصعد عملياتها “كما ونوعا”.