قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس “الجمعة” إن الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على الحرب في غزة من السمات المميزة للديمقراطية في بلاده، لكنه انتقد ما أسماه “الصمت” تجاه حركة (حماس).
ونقلت رويتر عن بلينكن قوله ردا على سؤال في مؤتمر صحفي في الصين عن مدى التفاته لرسالة المحتجين، قال بلينكن إنه يفهم أن الصراع أثار “مشاعر قوية ومحمومة” وإن الإدارة تفعل كل ما في وسعها لوقف الحرب.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي “في بلدنا، من السمات المميزة لديمقراطيتنا أن يعلن مواطنونا عن آرائهم ومخاوفهم وغضبهم في أي وقت، وأعتقد أن هذا يعكس قوة البلاد وقوة الديمقراطية”.لكنه رأى أن المنتقدين يجب أن يصبوا غضبهم على مقاتلي حركة حماس الذين أشعلوا الحرب بهجومهم في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي قتلوا فيه نحو 1200 شخص واحتجزوا نحو 250 رهينة، وفقا لإحصائيات “إسرائيلية”.
وقال بلينكن “من الملاحظ أيضا أن هناك صمتا تجاه حماس، كما لو أنها لم تكن جزءا من القصة”.
وأضاف «لكن، كما قلت مرارا، هناك أهمية كبيرة للطريقة التي تتبعها إسرائيل لضمان عدم تكرار السابع من أكتوبر تشرين الأول. ونحن نعمل كل يوم لتقليص الضرر الذي لحق بالأبرياء والتأكد من حصولهم على ما يحتاجونه من مساعدة ودعم».
وقال بلينكن الذي اجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ومسؤولين آخرين في بكين اليوم إنه ناقش كيفية اضطلاع الصين بدور بناء في الأزمات العالمية، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط التي يقول إن بوسع بكين منع إيران ووكلائها من تصعيد الصراع.
وقال بلينكن إنه تحدث إلى وزير الخارجية وانغ يي مرات هذا الشهر حين تصاعدت التوترات بين “إسرائيل” وطهران. والصين هي المشتري الرئيسي للنفط الذي تصدره إيران الخاضعة لعقوبات.
وقال الوزير الأمريكي “أعتقد أن العلاقات، أكرر، (العلاقات) التي تملكها الصين قد تكون نقطة إيجابية في محاولة تهدئة التوترات، ومنع التصعيد، وتجنب انتشار الصراع، واتفقنا على أن نبقى على اتصال منتظم فيما يتعلق بهذا، وهذا بالتأكيد ما أنوي القيام به”.
ومما يذكر أن الشرطة الأمريكية اشتبكت مع طلاب ينددون بالحرب ودعم إدارة بايدن للكيان الصهيوني في غزة، وأظهر إحصاء لرويترز أن الشرطة ألقت القبض على نحو 550 شخصا خلال الاحتجاجات على مدار الأسبوع الحالي بجامعات أمريكية رئيسية.
وقال مصدر مطلع إن الولايات المتحدة تلقت معلومات جديدة من السلطات الصهيونية بخصوص وحدة تابعة للجيش ذكرت تقارير أن واشنطن ستصنفها ضالعة في انتهاكات لحقوق الإنسان في الضفة الغربية.
وأضاف المصدر أنه في ضوء المعلومات الجديدة فإن واشنطن لا تزال تبحث عما إذا كانت الوحدة في طريقها إلى الإصلاح. وقال “إذا لم يحدث ذلك، فستكون هناك قيود على المساعدات الأمريكية”.
وأكد المصدر أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.
ويبدو أن المعلومات الجديدة عرقلت أي قرار وشيك يتعلق بتورط الوحدة المزعوم في مقتل أمريكي من أصل فلسطيني.
وكان بلينكن قد قال الأسبوع الماضي إنه اتخذ قرارات بشأن الاتهامات الموجهة لوحدة عسكرية صهيونية انتهكت القوانين الأمريكية التي تحظر على الولايات المتحدة تقديم مساعدة عسكرية لأفراد أو قوات أمن ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وقال بلينكن الأسبوع الماضي “سترون النتائج قريبا جدا. لقد اتخذت قرارات. يمكنكم أن تتوقعوا رؤيتها في الأيام المقبلة”، مما أثار توقعات باتخاذ إجراء عقابي وشيك.
وردت “إسرائيل” على الفور بتوبيخ شديد. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه سيتصدى لأي عقوبات تفرض على وحدات الجيش . واتصل وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت والوزير بيني غانتس ببلينكن يوم الأحد لحثه على الامتناع عن هذه الخطوة.
ولم يرد بلينكن مباشرة على سؤال في مؤتمر صحفي يوم الاثنين الماضي عن مدى تأثير هذه الدعوات في رأيه وعن موعد الإعلان عن أي إجراء. وقال “ليس لدي اليوم المزيد لأقوله عن هذا، لكن أعتقد أنكم سترون في الأيام المقبلة أنه سيكون لدينا المزيد لنقوله، لذا انتظروا”.
وتحظر قوانين ليهي التي صاغها السناتور الأمريكي باتريك ليهي في أواخر التسعينيات تقديم مساعدة عسكرية لأفراد أو وحدات قوات أمن ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ولم تعرض على العدالة.
وأنشئت كتيبة نتساح يهودا، في عام 1999 لاستيعاب المعتقدات الدينية لليهود المتزمتين والمجندين القوميين المتدينين في الجيش.
ودعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق جنائي بعد اتهام جنود من نتساح يهودا بالتورط في وفاة الأمريكي الفلسطيني عمر أسعد (78 عاما) الذي توفي بنوبة قلبية عام 2022 بعد اعتقاله والعثور عليه لاحقا في موقع بناء.
ويخضع السلوك العسكري الصهيوني لتدقيق متزايد بعد أن قتلت قواته أكثر من 34 ألف فلسطيني في غزة، وفقا للسلطات الصحية في القطاع، كثير منهم من النساء والأطفال. وتحول قطاع غزة إلى أرض قاحلة، وأدى النقص الشديد في الغذاء إلى مخاوف من وقوع مجاعة.