أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس “الخميس” إن الجيش الأمريكي بدأ في بناء رصيف بحري قبالة غزة يهدف إلى تسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع عندما يبدأ تشغيله في شهر أيار القادم.
ونقلت رويترز عن المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال باتريك رايدر للصحفيين “أستطيع أن أؤكد أن سفنا عسكرية أمريكية، بما في ذلك السفينة بينافيديز، بدأت في بناء المراحل الأولية للرصيف المؤقت والجسر في البحر”.
وأعلن مسؤول كبير في إدارة بايدن، تحدث للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن المساعدات الإنسانية القادمة عبر الرصيف البحري سيتعين عليها المرور بنقاط تفتيش “إسرائيلية” على الأرض. وذلك على الرغم من أن المساعدات ستفتشها “إسرائيل” في قبرص قبل إرسالها إلى غزة.
وأضاف المسؤول أن حوالي 1000 جندي أمريكي سيدعمون تلك الجهود بما يشمل خلايا التنسيق في قبرص و”إسرائيل”.
وسيتعامل الرصيف في البداية مع 90 شاحنة يوميا، ويرتفع هذا العدد إلى 150 شاحنة يوميا عندما يعمل بكامل طاقته. وقالت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إن متوسط عدد الشاحنات التي تدخل غزة يوميا خلال الشهر الجاري يبلغ 200 شاحنة، وإنه بلغ ذروته يوم الاثنين عند 316 شاحنة.
وسيعمل لواء عسكري صهيوني يضم آلاف الجنود إلى جانب سفن البحرية والقوات الجوية الصهيونية على حماية القوات الأمريكية التي تبني الرصيف.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن في آذار، الماضي عن إنشاء الرصيف البحري بعدما ناشد مسؤولو الإغاثة “إسرائيل” تسهيل وصول إمدادات المساعدات إلى غزة عبر الطرق البرية.
ولم يتضح ما إذا كان الرصيف سينجح في نهاية المطاف في تعزيز المساعدات الإنسانية في وقت يحذر فيه مسؤولون دوليون من خطر المجاعة في شمال غزة فيما يثير احتمال مرور المساعدات بنقاط التفتيش هذه تساؤلات حول التأخير المحتمل حتى بعد وصول المساعدات إلى الشاطئ. وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات وتوزيعها في أنحاء غزة..
وتسببت الحملة العسكرية التي تشنها “إسرائيل” منذ ستة أشهر في تدمير قطاع غزة ودفعت سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى شفا كارثة إنسانية.
لكن هذا الإجراء أدى الى احتمال تورط أمريكا في الحرب على غزة بشكل مباشر وقد تأكد ذلك أمس مع ظهور أنباء عن هجوم بقذائف المورتر بالقرب من المنطقة التي سيلامس فيها الرصيف اليابسة. لكن لا توجد قوات أمريكية هناك، وأمر بايدن الجيش بعدم دخول شاطئ غزة.
وقال رايدر إن البنتاجون يتتبع نوعا ما من الهجمات بقذائف المورتر في غزة والتي تسببت في أضرار طفيفة في منطقة بناء الرصيف. لكنه أضاف أن القوات الأمريكية لم تبدأ في نقل أي شيء إلى تلك المنطقة بعد، ولا توجد قوات أمريكية على الأرض.
وتابع أن طرفا ثالثا سيقود الشاحنات من الرصيف إلى الشاطئ.
وحذر كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي يوم الخميس من أن شمال قطاع غزة لا يزال يواجه خطر المجاعة، وناشد زيادة حجم المساعدات ودعا إسرائيل إلى السماح بالوصول المباشر من ميناء أسدود جنوبا إلى معبر إيريز.