أعلن الأمين العام لـ«كتائب حزب الله العراق»، أبو حسين الحميداوي، تعليق العمليات العسكرية والأمنية ضد قوات الاحتلال الأمريكي، معللا ذلك بأنه دفع لإحراج الحكومة العراقية، بينما أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه لا يريد تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، مؤكداً في الوقت نفسه أنه اتخذ قراراً بالرد على مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة 40 آخرين، في هجوم بطائرة مُسيّرة استهدف قاعدة للجيش الأميركي في الأردن، بمحاذاة الحدود مع سورية مؤخرا.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض لدى مغادرته للمشاركة في جولة انتخابية في فلوريدا: «لا أعتقد أننا نريد حرباً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. هذا ليس ما أسعى إليه». لكنه أضاف رداً على سؤال بشأن ما سبق أن تحدّث به عن أن من نفّذوا الهجوم «جماعات متشدّدة موالية لإيران»: «أنا أحمّلهم المسؤولية، بمعنى أنّهم يعطون الأسلحة للأشخاص الذين قاموا بذلك (الهجوم)».
وواجه بايدن ضغوطاً شديدة من خصومه الجمهوريين للرد بحزم على طهران، في حمأة الحملة الانتخابية، وهو ما يبدو أنه اعتبره محاولة لتوريطه في نزاع واسع النطاق في الشرق الأوسط. وحول طبيعة الرد المحتمل، قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، لاحقاً على متن الطائرة الرئاسية، إن «من الممكن جداً أن تشهدوا مقاربة متدرّجة في هذه الحال، ليس مجرّد إجراء واحد، بل اتخاذ إجراءات عدّة».
وبالمقابل أعلن الأمين العام لـ«كتائب حزب الله العراق»، أبو حسين الحميداوي، تعليق العمليات العسكرية والأمنية ضد قوات الاحتلال، دفعاً لإحراج الحكومة العراقية، مضيفاً، في بيان، «أننا سنبقى ندافع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى»، موصياً «مجاهدي كتائب حزب الله الأحرار الشجعان بالدفاع السلبي مؤقّتاً، إن حصل أي عمل أميركي عدائي تجاههم».
و«كتائب حزب الله» وحركة «النجباء» هما الفصيلان الأساسيان في العراق، اللذان شاركا في العمليات التي شُنّت ضد القواعد الأميركية في سورية والعراق وبعض الأهداف الأخرى وفلسطين المحتلة والبحر الأبيض المتوسط، تحت اسم «المقاومة الإسلامية في العراق»، إلا أن أياً منهما لم يتبنّ الهجوم على القاعدة الكائنة في الأردن، والتي تحمل اسم «البرج 22».
واشنطن: رأينا بيان «كتائب حزب الله»، إلا أن الأفعال أبلغ من الأقوال
وفور صدور بيان «كتائب حزب الله»، علّقت وزارة الدفاع الأميركية بالقول، في بيان، «إننا رأينا البيان، إلا أن الأفعال أبلغ من الأقوال».
وكشفت مصادر مطّلعة في بغداد، لـصحيفة «الأخبار» اللبنانية، عن أن بيان الحميداوي صدر بعد اجتماع لفصائل المقاومة مع رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، هدّد خلاله الأخير بالاستقالة إن لم توقف المقاومة عملياتها التي يعتبرها السوداني محرجة له، في ضوء الاتفاقات الموقّعة بين بغداد وواشنطن بشأن المهمة الاستشارية الأميركية، والتي تتضمّن حماية من تسميهم الحكومة المستشارين الأميركيين وتعتبر المقاومة أنهم قوات قتالية تقوم بمهمات داخل العراق وخارجه.
والخلاف بين السوداني والفصائل حول هذا الموضوع ليس جديداً، والاجتماع بينهما ليس الأول، إلا أن وصول رئيس الوزراء إلى حد التهديد بالاستقالة، دفع بالمرجعية الشيعية في النجف إلى التدخل لمصلحة الأخير، وفق ما قالت المصادر نفسها لـ«الأخبار»، ما أدى إلى قبول الفصائل بوقف الهجمات مرحلياً ضد الأميركيين، من دون أن ينسحب ذلك على الأهداف الصهيونية. كما قالت المصادر نفسها إن السوداني وعد الفصائل بأن المحادثات الجارية حالياً مع الأميركيين، سوف تفضي إلى انسحاب قوات «التحالف الدولي» من العراق.
وربطت بين ما جرى في الاجتماع ووصول وفد أميركي سراً إلى مطار بغداد الذي توقف عن العمل لمدة ساعة وأعلنت إدارته أن السبب هو أعمال صيانة، مشيرة إلى أن الوفد التقى مسؤولين عراقيين في المطار في تلك الساعة. وأشارت إلى أن بعض الشخصيات العراقية المرتبطة بالمقاومة، ومنها الأمين العام لـ«حركة النجباء»، الشيخ أكرم الكعبي، غادرت البلاد تحوّطاً بعد التهديد الأميركي بالرد.
وبالتزامن، نشرت منصة إلكترونية تابعة لـ«النجباء» أن بيان «كتائب حزب الله» يمثل الإخوة في الكتائب، و«لا يمثّل بقية الفصائل الجهادية، فلنا أفعال مع العدو الأميركي الجبان. إما نحن وإما هو، ولا ثالث بيننا».