تقرير إخباري إعداد أحمد بدور
تجاوز عدد العمليات التي نفّذتها فصائل المقاومة في سوريا المئة عملية
نشرت وسائل إعلام أميركية بينها موقع «المونيتور» ومجلة «فورين بوليسي» تسريبات متقاطعة تحدّثت عن انسحاب وشيك للقوات الأميركية من سورية، وذلك على وقع العمليات المستمرّة التي تستهدف القواعد الأميركية في سورية، والتي زادت حدّتها على خلفية العدوان الصهيوني المدعوم أميركياً على قطاع غزة،
الانسحاب الذي تم الحديث عنه وفقا لهذه الوسائل جرت مناقشته خلال اجتماع لـ«مجلس الأمن القومي» الأمريكي في البيت الأبيض، في الثامن عشر من الشهر الحالي. وأتى ذلك بناءً على طلب وزارة الدفاع تشكيل «لجنة السياسات المشتركة بين الوكالات» (IPC)، والتي تضم ممثلين عن وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية، لمناقشة جدوى الوجود الأميركي، وأفضل سبيل لإنهائه، وهو ما اعتبرته التسريبات «قريباً جداً».
وفي وقت ذكر فيه «المونيتور» أن الإدارة الأميركية طرحت خطة على ما تسمى «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) للدخول في شراكة مع الحكومة السورية في الحملة ضد تنظيم «داعش»، نفت مصادر كردية تحدّثت إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية تلقّيها أي معلومات عن نية واشنطن الانسحاب، ما يعني أن القرار الأميركي نوقش من دون النظر إلى مصالح العميل الكردي.
وتتزامن هذه التسريبات مع الضغوط العراقية المستمرة على القوات الأميركية، والمتمثلة في الاستهداف المتواصل لقواعدها في سورية والعراق، والذي تسبّب بأضرار مادية وبشرية تتستّر عليها واشنطن. كما تأتي بعد أقل من 24 ساعة على موافقة البرلمان التركي على قرار انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفي ظل تغاضي واشنطن عن الهجمات التركية غير المسبوقة على مناطق السيطرة الكردية في سورية والعراق، والتي تترافق مع مطالب مستمرة من أنقرة بانسحاب القوات الأميركية من سورية، في ما يشكل إحدى أبرز نقاط التوافق بين دول مسار «أستانا»، الذي تعقد جولتها الـ21 في العاصمة الكازاخية.
ومما يذكر فإن طرح الانسحاب من سورية لا يُعتبر أمراً جديداً؛ إذ كانت واشنطن قرّرت سحب قواتها نهاية عام 2018 خلال عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، قبل أن يتراجع الأخير عن قراره الذي اقتصر حينها على انكماش للقوات في بعض المناطق النفطية، بالإضافة إلى قاعدة «التنف» عند المثلّث الحدودي مع العراق والأردن، جنوبي البلاد. وبالرغم من ذلك، هرعت «قسد» نحو الحكومة السورية وروسيا حينها بحثاً عن اتفاق ما، قبل أن تتعثّر المفاوضات في ظل رفض الحكومة السورية أي حديث عن استمرار «الإدارة الذاتية».
ومن شأن قرار الانسحاب، في حال كانت واشنطن جادّة فيه هذه المرة، أن يضع، إلى جانب «قسد»، فصائل أخرى عميلة قامت أمريكا بتشكيلها في البادية السورية (جيش سوريا الحرة المنتشر في منطقة التنف)، أمام أسئلة وجودية في ظل اعتماد هذه الفصائل مجتمعة على الغطاء والدعم الأميركيَّيْن، وعجزها عن مواجهة قوات الجيش السوري في حال قرّر استعادة السيطرة على تلك المناطق بالقوة. على أن هذا الأمر لا يمكن الجزم بمساره قبل اتضاح خريطة الانسحاب الأميركي، وما إن كانت ستشمل قاعدة «التنف» التي ترتبط بأمن الكيان الصهيوني.
يشار إلى أن الولايات المتحدة أعلنت عن وجود 900 جندي أميركي في سورية، فيما جرى الحديث عن إرسال 1500 جندي آخر إلى سورية والعراق خلال الشهر الماضي. كما جرى تضمين سورية ضمن موازنة الدفاع الأميركية، وتخصيصها بمبلغ 156 مليون دولار لصالح صندوق «التدريب والتجهيز لتعزيز قدرات القوات الشريكة لوزارة الدفاع في مكافحة تنظيم داعش، وتوفير احتجاز آمن وإنساني لمقاتلي التنظيم»، وهو ما كان يشير إلى تمسك البنتاغون بالوجود في سورية، قبل أن يتبدّل الموقف مع تصاعد وتيرة هجمات المقاومة.