حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أمس من أنها قد تضطر إلى وقف عملياتها الإنسانية في قطاع غزة قريباً إذا لم يصل الوقود للقطاع، في ظل حاجة سكانه الماسة للمأوى والماء والغذاء والخدمات الطبية.
ونقلت رويترز عن الأونروا قولها: نحتاج الوقود بشدة لمواصلة العمليات الإنسانية الخاصة بإنقاذ الأرواح في غزة، و”إذا لم يصل الوقود إلى غزة سنضطر إلى تقليص عملياتنا الإنسانية بشدة أو إيقافها في بعض الحالات في أرجاء قطاع غزة”، مبينة أن “الساعات الأربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة للغاية”.
ولفتت الأونروا إلى أن “ثلاثة موظفين من الأونروا قتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ليصل إجمالي عدد القتلى إلى 38 موظفاً”.
وفيما كانت أكثر من 500 شاحنة تدخل إلى القطاع يومياً لم تدخله سوى 74 شاحنة منذ بدء العدوان، رغم المناشدات الفلسطينية والأممية المتواصلة بضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم لإدخال المزيد من المساعدات لتلبية الاحتياجات الأساسية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه جراء الوضع الكارثي الذي وصل إليه القطاع نتيجة العدوان وقبله الحصار المتواصل منذ 17 عاماً، وتم تشديده في اليوم الأول للعدوان
المفوض العام للأونروا: التاريخ سيحاكمنا ما لم يتوقف إطلاق النار في غزة
في هذه الأثناء قا فيليب لازاريني المفوض العام للوكالة إن التاريخ سيحاكمنا جميعاً إذا لم يحدث وقف لإطلاق النار في غزة التي باتت مقبرة لسكان محاصرين بين الحرب والحصار والحرمان.. وحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء قصف الاحتلال الصهيوني المتواصل للقطاع منذ 20 يوماً.
وفي مقال للازاريني نشرته صحيفة الغارديان البريطانية امس استنكر ما وصلت إليه الأوضاع في غزة موضحاً أنه: “منذ أكثر من أسبوعين تخرج من غزة صور مرعبة تكشف عن مأساة إنسانية، حيث يقتل النساء والأطفال وكبار السن، وتقصف المستشفيات والمدارس، ولا يسلم أحد حتى أنه لم يعد يوجد أي مكان آمن”.
وأضاف لازاريني أن التاريخ سيتساءل لماذا لم يكن لدى العالم الشجاعة للتصرف بشكل حاسم ووقف هذا الجحيم على الأرض، مشدداً على أن التاريخ سيحاكمنا جميعاً إذا لم يحدث وقف لإطلاق النار في غزة.
واعتبر لازاريني أن قطاع غزة تحول إلى أكبر سجن مفتوح في العالم على خلفية الحصار المفروض عليه منذ نحو 17 عاماً وإلى مقبرة لسكان محاصرين بين الحرب والحصار والحرمان.
وفي إدانة للتحذيرات المزعومة التي يطلقها الاحتلال الإسرائيلي لسكان قطاع غزة قال مفوض الأونروا في مقاله: “إن الجيش الإسرائيلي يطالب الفلسطينيين بالانتقال إلى جنوب القطاع ومع ذلك تستمر غاراته في الجنوب”، مشيراً إلى أن الأونروا فقدت بشكل مأساوي35 من موظفيها والعديد منهم قتلوا أثناء وجودهم في منازلهم مع عائلاتهم.
وكشف لازاريني أن منشآت الأونروا في قطاع غزة لم تعد آمنة على خلفية الأضرار التي لحقت بها إثر غارات الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً: “قتل العديد من المدنيين الذين كانوا يحتمون داخل منشآتنا في غزة بشكل مأساوي”، مؤكداً تعرض 40 مبنى تابعاً للأونروا في قطاع غزة بينها مدارس ومستودعات لأضرار جراء تلك الغارات.
وأكد لازاريني في مقاله أن نحو 600 ألف شخص يتواجدون في 150 منشأة تابعة للأونروا نزحوا من مناطقهم ومنازلهم بسبب الغارات الصهيونية، وهم يعيشون في ظروف غير صحية في ظل محدودية توافر المياه النظيفة والقليل من الطعام والأدوية، في الوقت الذي لا تعرف فيه الأمهات كيف ينظفن أطفالهن، بينما تدعو النساء الحوامل ألا يتعرضن لمضاعفات أثناء الولادة لأن المستشفيات ليس لديها القدرة على استقبالهن.
وفي مقاله شدد لازاريني على أن لا شيء يبرر الجرائم المستمرة التي ترتكبها “إسرائيل” ضد السكان المدنيين في غزة، بما في ذلك أطفالها البالغ عددهم مليون طفل، فالمدنيون في غزة لم يختاروا هذه الحرب ولا ينبغي أن تتبع الفظائع المزيد من الفظائع.
وفيما يتعلق بدخول عدد من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر قال لازاريني: “هذه الشاحنات تمثل تدفقاً ضئيلاً وليست تدفقاً لمساعدات يتطلبها وضع إنساني بهذا الحجم، لافتاً إلى أن غزة كانت تتلقى نحو 500 شاحنة من المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات يومياً قبل السابع من تشرين الأول الجاري، بما في ذلك 45 شاحنة وقود لتشغيل سيارات القطاع ومحطات تحلية المياه والمخابز، وحتى صباح اليوم وصل العدد الإجمالي لشاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح إلى 74 شاحنة.
.