أكدت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا أمام رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم وجوب العمل على إبقاء جنوب لبنان بعيداً من التصعيد فيما واصل حزب الله هجمات متعددة على مواقع عسكرية صهيونية.
فخلال لقائها ميقاتي في السرايا الحكومية، أبدت الوزيرة الفرنسية قلقها من الأوضاع في المنطقة، مشيرةً إلى الجهود التي تبذلها فرنسا لـ«إيجاد إطار حلّ للقضايا المطروحة حالياً والبحث في الحلول التي تمنع التصعيد غير المحسوب».
كما شددت على أنه «يجب تلافي الحسابات الخاطئة والعمل على إبقاء جنوب لبنان خارج التّشنجات لأن الصراع الرّاهن قد يمتد لمهلة غير محددة».
بدوره، أكد ميقاتي أن وقف إطلاق النار في غزة يساهم في «إبقاء لبنان في منأى عن التوترات في المنطقة»، داعياً إلى «تكثيف الاجتماعات الدولية والعربية الرفيعة المستوى لتلافي التصعيد».
وأيضاً، استقبل ميقاتي السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية العمل لإبعاد لبنان عن توترات المنطقة.
بالتوازي، عقد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب سلسلة اجتماعات في إطار «الحملة الديبلوماسية الاستباقية الهادفة إلى منع التصعيد وانزلاق الأوضاع في المنطقة إلى الأسوأ»، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام». فالتقى على التوالي سفراء: الولايات المتحدة دوروثي شيا، سويسرا ماريون ويشلت، روسيا ألكسندر روداكوف، اليابان ماغوشي ماسايوكي، الصين تشيان مينجيان، فرنسا هيرفيه ماغرو، الأرجنتين موريسيو أليس وبريطانيا هاميش كاول.
وأكد بوحبيب أمامهم «عدم رغبة لبنان في التصعيد»، محذراً من «عواقب الدعم اللامحدود لإسرائيل على الأمن والسلم الإقليميين، وتجاوزاتها للقانون الدولي الإنساني وقانون الحرب من خلال قيامها بعقاب وحصار جماعي مفروض على الشعب الفلسطيني في غزة».
كما بحث بوحبيب التطورات في المنطقة في اتصالين هاتفيين مع وزيرتَي خارجية أوستراليا بيني وونغ وهولندا هانكي بروينز.
وكان ميقاتي قد التقى في السرايا الحكومية لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب. وأكد أن الحكومة «تواصل اتصالاتها داخلياً وخارجياً لإبقاء الوضع هادئاً في الداخل اللبناني قدر المستطاع، وإبعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة»، مشدداً على ألّا مصلحة لأحد بالقيام بـ«مغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لأن اللبنانيين غير قادرين على التحمّل».
وقالت مصادر سياسية بارزة إن «الحكومة اللبنانية تتلقّى يومياً اتصالات من مسؤولين أميركيين وأوروبيين يدعون إلى الضغط على حزب الله لكي لا ينخرط في المواجهة»، مشيرة إلى أن ميقاتي «ينقل هذه الرسائل إلى الحزب من دون الحصول على أي جواب». فيما تتواصل الاتصالات على كل المستويات، وفي مختلف العواصم المعنية، لاستكشاف موقف الحزب من التطورات.
كما أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا،تنشط وتكثّف حراكها في اتجاه المسؤولين اللبنانيين وكل القنوات المحتملة مع الحزب، داعية إلى عدم استخدام الجنوب ضد إسرائيل، ومهدّدة بأن «الرد سيكون قاسياً».
داخلياً، تمنّى وليد جنبلاط، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، أن «يبقى لبنان خارج هذه الدائرة إلا إذا أصرّ العدو على الاعتداء، واليوم نلاحظ الاعتداء اليومي على لبنان من قبل إسرائيل، وما يجري رهيب». فيما شدّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على أنه «لا سلام مع إسرائيل من دون مزارع شبعا والجولان وعودة اللاجئين الفلسطينيين». وتوجّه إلى مَن يسأل عن «علاقة لبنان بكل الذي يجري لنقحِمَه ضد إسرائيل» بالقول: «فلينظر إلى شهداء الإعلام وجرحاه في جنوب لبنان منذ يومين، وإلى كل الاعتداءات الإسرائيلية على البلد، والتي ردعتها بسالة المقاومة». واعتبر عضو المجلس المركزي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أن العدوان الإسرائيلي على غزة هو «تهديد للأمن القومي في لبنان»، وأن أهداف ونتائج العدوان على غزة، «تتجاوز غزة لتصل إلى لبنان وسوريا وكل المنطقة». وشدّد على أن «أي عدوان إسرائيلي على لبنان في أي زمان ومكان سيقابل بالرد القاسي والعاجل».
حزب الله يستهدف دبّابة ميركافا صهيونية في موقع الضهيرة وعدة مواقع عسكرية على الأرض
ميدانيا أعلن حزب الله أنه استهدف اليوم دبابة ميركافا في موقع الضهيرة الصهيوني، مؤكداً إصابتها بشكل مباشرة.
ونقلت وكالة فرانس بريس للأنباء عن لحزب قوله في بيان، إنه «قُبيل الساعة السادسة من عصر اليوم الإثنين، هاجمت مجموعة الشهيد علي كامل محسن في المقاومة الإسلامية موقع الضهيرة الإسرائيلي، واستهدفت دبابة ميركافا عند مدخله بالصواريخ المُوجّهة، وأصابتها إصابة مباشرة».
وشنّ حزب الله اليوم هجوماً جديداً على مواقع إسرائيلية عند الحدود اللبنانية ـــ الفلسطينية. وقد ردّ العدو الإسرائيلي بقصفٍ مدفعي على مناطق حدودية.
وأعلن الحزب في بيان آخر، أن مقاوميه «استهدفوا خمسة مواقع صهيونية، هي: مسكاف عام، خربة المنارة، هرمون، ريشا وراميا، بالأسلحة المباشرة والمناسبة»، مؤكداً تحقيق إصابات فيها.
في المقابل، أقرّ جيش العدو بتعرض جنودٍ له لإطلاق نار، معلناً تنفيذ قصف مدفعيّ على «مصدر إطلاق النار».
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية بـ«استهداف كاميرات المراقبة في موقع جورداح في بلدة الضهيرة وموقع ظهر الجمل مقابل بلدة راميا»، موضحةً أن ردّ العدو شمل أطراف الضهيرة وبلدة يارين.
ميدانياً، سيطر التوتّر أمس على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وواصلت المقاومة استهداف مواقع وتحصينات صهيونية في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا والمطلة – مسكفعام، واستهدفت المستوطنات في الجليل الغربي وفي القطاع الساحلي الغربي بعدد كبير من الصواريخ. وأعلن حزب الله أنه في سياق الرد على الاعتداءات الصهيونية التي استهدفت الصحافيين وأدّت إلى استشهاد الصحافي عصام عبدالله وجرح آخرين، والقصف الذي أدّى إلى إصابة منزل في شبعا واستشهاد مواطنَيْن، استهدف أمس مركزاً لجيش العدو في منطقة شتولا بالصواريخ الموجّهة، ما أدّى إلى وقوع عدد من الإصابات بين قتيلٍ وجريح. وفي السياق نفسه، هاجمت المقاومة عصراً ثكنة حانيتا الصهيونية بصواريخ موجّهة، ما أدّى إلى إصابة دبابتي ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى. كما هاجمت المقاومة موقع الراهب بالأسلحة المباشرة والمناسبة، ثم أعلنت استهداف دبابة ميركافا في الموقع عينه بصواريخ موجّهة، ما أدّى إلى إصابتها إصابة مباشرة ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. كذلك هاجمت خمسة مواقع صهيونية حدودية هي جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد، وتمّ تعطيل الكاميرات والتجهيزات الفنية الإسرائيلية المثبتة على جدار مستوطنة المطلة.
وأقرّ جيش العدو بتعرّض مواقعه للهجمات، واعترف بسقوط قتيل وإصابة عدد آخر.