العملية البطولية التي زلزلت الكيان الصهيوني كانت ما تزال مستمرة حتى مساء امس وسط اعترافات لزعماء الصهاينة بأن السيطرة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة قد تستمر لساعات طويلة فيما ارتفعت حصيلة قتلى العدو في العملية التي سميت «طوفان الأقصى» التي تنفذها المقاومة الفلسطينية منذ صباح امس إلى 250 قتيلاً، وفق وسائل إعلام عبرية. كما تخطّت حصيلة الإصابات الـ1100 جريح، بينها عشرات الحالات الحرجة.
في المقابل، استشهد في القصف الصهيوني الانتقامي على المدنيين في قطاع غزة 232 شخصاً، وأصيب 1697 جريحاً بإصابات مختلفة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت الوزارة، في بيان، أن الطواقم الطبية «لا تزال تعمل بكل طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطيرة والحرجة في غرف العمليات والعنايات المكثفة».
وكان العدو الصهيوني قد استهدف ثلاثة أبراج تجارية وسكنية في قطاع غزة، وفق ما أفاد به مراسلو وكالة «فرانس برس»، الذين شاهدوا تصاعد الدخان الكثيف مع انهيار الأبراج بالكامل. كما قطعت وزارة الطاقة الصهيونية إمدادات الكهرباء المخصصة للقطاع.
رشقة صاروخية كبرى نحو «تل أبيب» توقف جلسة الحكومة الصهيونية
ورداً على قصف البرج السكني وسط مدينة غزة، وجّهت كتائب «القسام» ضربة كبيرة بـ150 صاروخاً نحو «تل أبيب»، حيث لا تكاد صافرات الإنذار تهدأ حتى تدوّي من جديد، فيما أعلنت «قيادة الجبهة الداخلية» الصهيونية أن «صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب وعدد من المدن الإسرائيلية».
وإثر إطلاق الصواريخ، تم وقف جلسة الحكومة الصهيونية في «تل أبيب»، والتي يترأسها بنيامين نتنياهو، إذ هرع الأخير وأعضاء حكومته نحو الملجأ بعد دويّ صافرات الإنذار.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأنه سمع صوت «انفجارات» في «تل أبيب» ومناطق أخرى في «غوش دان» و«هشارون» و«ريشون لتسيون»، مشيرة إلى أن هناك إصابات مباشرة في «تل أبيب» و«ريشون لتسيون»، بينها حالتان بإصابة خطرة.
نتنياهو يعرض على خصومه «حكومة طوارئ» موسّعة… وغانتس يرحّب
وقد قرّر وزير الحرب الصهيوني توسيع حالة الطوارئ لتشمل الكيان بكامله. ووقّع وزير «الأمن القومي» على قرار إعلان حالة الطوارئ، لمدة الـ48 ساعة القادمة، فيما انتهت قبل ذلك بقليل جلسة مجلس الوزراء المنقعدة في «تل أبيب»، والتي توقفت مرتين إثر دويّ صفارات الإنذار أثناء القصف الصاروخي على «غوش دان».
وعرض نتنياهو على وزير الأمن السابق، بني غانتس، ورئيس وزراء الاحتلال السابق، وزعيم المعارضة، يائير لابيد، الانضمام إلى حكومة طوارئ موسّعة، «بنفس الصيغة التي انضم بموجبها زعيم المعارضة مناحيم بيغن إلى حكومة أشكول عشية حرب الأيام الستة» أي حرب حزيران، وفق حزب «الليكود» الذي يترأسه نتنياهو.
وإزاء ذلك، قال غانتس: «نفكر بإيجابية في الدخول في حكومة طوارئ وطنية طوال مدة الحرب مع قطاع غزة».
وعلّق وزير «الأمن»، يوآف غالانت، على الأحداث الجارية، قائلاً: «ما كان ليس هو ما سيكون. سنغيّر وجه الواقع في غزة بعد سنوات من الآن»، فيما قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت: «هذا أحد أصعب الأيام التي شهدناها، لكننا دولة قوية»، مضيفاً أن «المهمّة هي صد العدو وضربه بكل قوته».