يؤكد العدد الأكبر من الخبراء العسكريين والمراقبين السياسيين أن الاعتداءات لصهيونية المتكررة على سورية والتي كان آخرها على منطقة دير الزور تنقذ بأوامر أمريكية وبناء على معلومات استخبارية أمريكية يتم جمعها من خلال القواعد الأمريكية غير الشرعية في سورية ومن خلال العملاء والجواسيس لللأمريكيين.
فالظاهر أن الولايات المتحدة التي نفت عدة مرات أخيراً، أيّ نوايا لديها لشنّ عمليات عسكرية على الحدود السورية ــــ العراقية، تُعيد التلويح بإمكانية دفع تل أبيب إلى تنفيذ هذه المهمّة عنها، وقطع طريق بغداد – دمشق، أو التأثير عليه بالنار، من خلال الاعتداءات الجوية. ويسود اعتقاد بأن الأميركيين يقدّمون المعلومات الاستخباراتية للصهاينة، انطلاقاً من القواعد الأميركية المنتشرة في ضفة نهر الفرات المقابلة لمناطق سيطرة الجيش العربي السوري، وبالقرب من مدينة البوكمال على الحدود السورية ــــ العراقية.
كذلك، يربط مراقبون بين الاستهداف الصهيوني المدعوم أميركياً، في المنطقة، واتهام «قسد» وواشنطن، بطريقة مباشرة أو مواربة، الجيش السوري وحلفاءه بتسهيل مرور مقاتلين وأسلحة دعماً للعشائر العربية المشتبكة مع مقاتلي «قسد»، شرقي الفرات. وفي حين تسعى واشنطن إلى إحباط أي محاولات سورية، لتشكيل أو دعم أي قوات عسكرية من الممكن أن تشكل خطراً على الاحتلال الأميركي في شرق الفرات وقاعدة التنف، فهي تنأى بنفسها عن أي استهداف مباشر لمواقع الجيش السوري أو حلفائه، بهدف تجنّب استهداف قواعدها في شرق البلاد، كما حدث سابقاً في عدّة مرّات.
وكان الطيران الحربي الصهيوني، قد نفّذ ليل الإثنين – الثلاثاء، عدّة غارات على مواقع للجيش السوري والقوات الحليفة في مدينة دير الزور وريفها، مخلّفاً إصابتَين في صفوف الجيش، إضافة إلى خسائر مادية. ويُعدّ هذا العدوان الأول الذي ينفّذه جيش العدو في دير الزور في العام الجاري، وهو يأتي بعد 6 أشهر تقريباً على اعتداء أميركي على مواقع للجيش السوري في المدينة نفسها، وريف مدينة البوكمال. وجاء القصف الجوي الجديد بعد وقت قصير من إعلان صهيوني عن قصف دبابات الاحتلال موقعَين للجيش السوري عند الحدود مع الجولان المحتلّ، وبعد 3 أسابيع من عدوان استهدف ريف طرطوس.
وفيما لم يعلّق العدو، رسمياً، على الغارات، أوضحت وزارة الدفاع أنه «في حوالي الساعة 23:50، نفّذ العدو الصهيوني عدواناً جوياً على بعض مواقع قواتنا المسلحة في محيط مدينة دير الزور، وأدّى العدوان إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية».