«داعش» ينتعش بدعم أميركي؟

تقرير إخباري اعداد احمد بدور

كانت وتيرة هجمات «داعش» انخفضت إثر شنّ الجيش السوري حملات تمشيط واسعة في المنطقة (أ ف ب)

تؤكد التقارير الواردة من منطقة الاحتلال الأمريكي في شرق وشمال شرق البلاد أن تنظيم داعش الإرهابي يعمل لإعادة ترتيب نفسه، واستعادة جزء من نشاطه العدواني في البادية، وبدعم وتنسيق مع قوات الاحتلال الأمريكي كما يرى مراقبون عدة، فبعد فترة من الانحسار شبه التام لعملياته في المنطقة أتت اعتداءاته الجديدة في وقت تسعى فيه أمريكا إلى نقل إرهابيين موالين لأردوغان من ريف حلب الى خطوط المواجهة مع الجيش العربي السوري.

وكان «داعش» الذي ارتكب اعتداءات كثبرة في موسم قطاف الكمأة في محافظات الرقة ودير الزور وحماة وصولاً إلى حمص، في شهرَي آذار ونيسان الماضيين، انخفضت وتيرة هجماته، إثر شنّ الجيش السوري حملات تمشيط واسعة في المنطقة، مكّنته من القضاء على عدد من خلايا التنظيم، وتدمير آليات ومصادرة أسلحة.

التصعيد الأحدث الذي تمثل بشنّ عناصر من خلايا التنظيم الإرهابي عدوانين ارهابيين استهدفا مواقع وآليات تابعة للجيش العربي السوري والقوات الرديفة له في محافظتي الرقة ودير الزور مؤخرا، في خلال فترة زمنية لم تتجاوز الـ48 ساعة، ما يشي بسعيه لإعادة نشاطه الإرهابي ويجيء ذلك بعدما نفّذت الاستخبارات الأميركية والبريطانية عمليات نقل عدّة لسجناء «داعش» في سجون من تسمي نفسها «قوات سورية الديموقراطية – قسد»، مطلع الصيف الحالي، ما يعزّز احتمالية قيامها بتهريب أعداد إضافية منهم في اتجاه البادية الخاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري.

وأيضاً، تبرز هذه التطورات في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تنفيذ مخطّط جديد لها، من خلال العمل على نقل عدد من عناصر الفصائل الإرهابية المدعومة من تركيا إلى منطقة التنف وتدريبهم هناك، في ظلّ فشل عملائها ممن يسمون «جيش سورية الحرة» في زيادة عديد قواتهم، والذي لا يتجاوز الـ300 عنصر فقط.
وتلفُت مصادر ميدانية، في حديث إلى صحيفة «الأخبار» اللبنانية، إلى أن «التصعيد الروسي – الأميركي الأخير في سورية، تَركّز في معظمه في منطقة التنف ومحيطها، نتيجة تأكيدات روسية عن وجود دعم أميركي جديد لعناصر تنظيم داعش في منطقة الـ55 كم وحثّهم على شنّ هجمات على الجيش العربي السوري، انطلاقاً من هذه المنطقة»، معتبرةً أن «المعلومات الروسية أثبتت صحّتها اليوم من خلال التصاعد الملحوظ في هجمات التنظيم في مناطق سيطرة الجيش السوري، مع اختفائها بشكل شبه تام في المناطق الخاضعة للنفوذ الأميركي».

وتتوقّع المصادر أن «تلجأ واشنطن إلى زيادة الدعم غير المباشر لهذه الخلايا، لتنفيذ مخطّط الضغط على الجيش السوري والروس في البادية التي تربط سورية والعراق، إلى حين تجهيز القوات التي تعمل على إنشائها في المنطقة»، مؤكدةً أن «الجيش السوري وحلفاءه سيقطعون الطريق حتماً على هذه المشاريع، من خلال البدء بعمليات تمشيط تهدف إلى القضاء على أيّ تواجد لخلايا داعش في المنطقة».
وقد تم استغلال الاعتداء الأول لداعش على حاجز للجيش السوري في بلدة معدان عتيق على الحدود الإدارية بين محافظتَي الرقة ودير الزور، تزامناً مع مرور باص مبيت للقوات الرديفة، ما أدى إلى استشهاد عنصرين، وإصابة آخرين. من قبل «المرصد السوري» الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، لتضخيم العدوان، فادعى استشهاد 10 عناصر وسيطرة التنظيم على البلدة لساعات، مع تدمير عدد من الأبنية. لكنّ الادّعاءات هذه، سارعت مصادر أهلية وميدانية متقاطعة إلى نفيها، في حديث إلى الصحيفة، مؤكدةً أن «الوضع عاد إلى طبيعته سريعاً، مع استشهاد عنصر من الجيش وآخر من القوات الرديفة، وبعض الخسائر المادية» .

وفي اليوم التالي لهجوم الرقة، شنّ «داعش» هجوماً مشابهاً على باص مبيت تابع للجيش السوري، بالقرب من المحطة الثانية المعروفة باسم «T2»، جنوب شرق بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي، ما أدّى إلى سقوط 25 شهيداً، وإصابة 7 آخرين.
وتأتي هذه الهجمات بالتوازي مع إعلان التنظيم تعيين الزعيم الخامس له، «أبو الحفص الهاشمي»، كخلفٍ للرابع «أبو الحسين القرشي»، الذي قُتل في عملية عسكرية تركية في بلدة جنديرس في ريف حلب الشمالي. ومن هنا، يبدو أن التنظيم يريد التأكيد أن قدراته العسكرية الهجومية لا تزال قائمة، وذلك من خلال تنفيذ عمليتَين ناجحتَين بالاعتماد على أسلوب «الذئاب المنفردة»، الذي كان بدأ اتّباعه كتكتيك عسكري منذ القضاء على آخر معاقله في العراق وسورية في عام 2019.

Related posts

الجبهة الطلابية الأمريكية مستمرّة في مظاهرات استنكار مجازر غزة

استشهاد 66 فلسطينياً وإصابة مائة آخرين بجراح في مجزرة جديدة للاحتلال الصهيوني في جباليا

لبنان.. استشهاد شخصين بغارات صهيونية على بلدتي رومين وبيت ليلف