العدوان على جنين يتواصل… والمقاومة بالمرصاد

واصلت قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مخيم ومدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة حيث عمدت الى قصف المخيم بالطيران بما في ذلك مسجد الأنصار مما أوقع ثمانمية شهداء وأكثر من خمسين جريحا حالة بعضهم خطيرة ومنعت وصول سيارات الاسعاف الى المخيم ودمرت البنى التحتية من مياه وكهرباء واتصالات.

وقد أعلن جيش الاحتلال «تبادل إطلاق النار مع مسلحين بالقرب من المسجد في مخيم جنين للاجئين»، مشيراً إلى أن طائرة تابعة له «هاجمت (المسجد) لإزالة تهديد».
في المقابل، أعلن المقاومون الفلسطينيون أنهم تمكنوا من استدراج قوة صهيونية راجلة على محور الدمج واستهدافها بصليات كثيفة ومركزة من الرصاص، محققين إصابات مباشرة في صفوفها، فيما ذكرت مصادر ميدانية أن «قوات الاحتلال تعمد إلى استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية؛ حيث تقتحم البيوت وتقوم بفتح ثغرات في الجدران من أجل التقدم إلى داخل المخيم من خلالها»، في إشارة إلى تكتيك عسكري استخدمه الاحتلال في حي القصبة في مدينة نابلس خلال الانتفاضة الثانية.

وقال المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» العبرية إن القوات التي تشارك في الهجوم هي الأكبر منذ عملية «السور الواقي» عام 2002، فيما أفادت «ريشت كان» بأنه تم إبلاغ السلطة الفلسطينية بالعملية عند بدايتها وأن العملية هدفها فقط جنين.
ومنذ أكثر من عشر ساعات، تستمر الاشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وجنود الاحتلال في محيط مسجد الأنصار الذي تحاصره قوات الاحتلال بعدما استهدفته بصاروخ في وقتٍ سابق؛ حيث يرفض المقاومون تسليم أنفسهم، بعدما أفشلوا في وقتٍ سابق اقتحام الجيش للمخيم. في غضون ذلك، أفادت مصادر ميدانية بأن جيش الاحتلال استقدم تعزيزات مكثفة من خلال حاجز الجلمة الذي يفصل بين شمالي الضفة الغربية وأراضي الـ48 المحتلتين، فيما حوصرت قوّة صهيونية بكمين استدرجتها المقاومة الفلسطينية إليه؛ حيث أطلقت هذه القوة الدخّان الأحمر تعبيراً عن فقدانها الاتصال، ولم يُعرف مصيرها إلى الآن.
من جهتها، قالت «كتيبة جنين» إنها «أوقعت قوات إسرائيلية في كمائن وفجرت مركبة عسكرية بعبوات ناسفة»، وإنها «ما زالت تخوض اشتباكات بعدة مناطق من مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية». أمّا «سرايا القدس»، الذراع المسلح لحركة «الجهاد الإسلامي» المنضوية تحت «كتيبة جنين»، فأعلنت أنه «رداً على العدوان المستمر، وضمن معركة بأس جنين، نفذ مجاهدونا منذ الصباح عدداً من الضربات النوعية في صفوف قوات وآليات الاحتلال»، لافتةً إلى تمكّنهم «من تفجير عدد من عبوات طارق 1 التي تدخل الخدمة للمرّة الأولى؛ حيث تم تفجيرها بجيب (مركبة عسكرية) مصفح صباح اليوم». وذكرت «سرايا القدس» أن تفجير المركبة «أدى إلى إعطابها واشتعال النيران فيها ومقتل وإصابة من فيها»، لافتة إلى أن مقاتليها يواصلون «الاشتباك مع قوات الاحتلال على أكثر من محور ويمطرونها بصليات كثيفة من الرصاص». ومن جهتها، أكّدت مجموعة «عرين الأسود» الفلسطينية مشاركتها في التصدي للعدوان الصهيوني، مشيرة إلى وصول مجموعة من مقاتليها إلى مخيم جنين منذ فجر اليوم، كما توعّدت الاحتلال بالتجهيز لما «يُشفي صدور» أبناء مدينة نابلس المُحاصرة. ودعت المجموعة، في بيان، «أبناء شعبنا في كل مكان» للخروج إلى الشوارع ونقاط التماس عند الساعة السابعة مساء اليوم نصرة لجنين ومقاومتها، وأضافت: «في كل مكان في كل ميدان على كل حاجز ازحفوا واقطعوا طرق المستوطنين وطرق إمداداتهم». وأضافت المجموعة أن «المقاومة قطعت عهداً ووعداً عليها، هذه المعركة هي كرٌّ وكر وليست كرّاً وفرّاً».
وإذ يواصل الاحتلال تجريف الشوارع وتخريب البنى التحتية، مستهدفاً المراكز التجارية والأبنية والعمارات السكنية، قطع إمدادات الكهرباء والمياه والإنترنت عن مخيم جنين. وفي السياق، أعلنت بلدية جنين، في بيان نشرته في صفحتها على «فيسبوك»، عن «توقف خدمات المياه والكهرباء عن مخيم جنين من جراء عدوان الاحتلال المتواصل»، مشيرة إلى أن «الاحتلال يتعمد تدمير الخطوط الرئيسية لشبكة المياه». وناشدت المواطنين بـ«ترشيد استهلاك المواد التموينية بسبب حصار المخيم». كذلك، أفادت منظمة «أطباء بلا حدود»، في بيان، بأن جميع الطرق المؤدية إلى مخيم جنين مغلقة بما في ذلك أمام سيارات الإسعاف، مؤكّدة أن التصريحات الإسرائيلية «بأن البنية التحتية العسكرية هي فقط المستهدفة تتعارض بشكل صارخ مع ما نراه».
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية فإن العدوان أسفر حتى اللحظة عن ارتقاء 8 مواطنين وإصابة 50 آخرين بينهم 10 في حالة خطيرة، وعُرف من بين الشهداء: سميح فراس أبو الوفا، حسام محمد أبو ذيبة، أوس الحنون، نور الدين حسام مرشود.

Related posts

الجبهة الطلابية الأمريكية مستمرّة في مظاهرات استنكار مجازر غزة

استشهاد 66 فلسطينياً وإصابة مائة آخرين بجراح في مجزرة جديدة للاحتلال الصهيوني في جباليا

لبنان.. استشهاد شخصين بغارات صهيونية على بلدتي رومين وبيت ليلف