شهدت العاصمة الإيرانية طهران، وبعض المدن الإيرانية الأخرى أمس، تظاهرات شارك فيها المئات تلبية لدعوات انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للاحتجاج على وفاة مهسا أميني، خلال اعتقالها من قبل السلطات الأمنية بدعوة مخالفتها ضوابط اللباس.
وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية بدأ التجمع الاحتجاجي في طهران عند الساعة الخامسة مساء أمس بالتوقيت المحلي، حيث خلعت متظاهرات حجابهن، وهتف المحتجون بشعارات مناهضة لمسؤولي إيرانيين. وتم إحراق بعض حاويات القمامة، وألقيت الحجارة على سيارات الشرطة، التي ردّت برشّ المياه على المتظاهرين.
وبعد نحو ساعة على انطلاق الاحتجاج، تخللها ازدحام في حركة المرور وانقطاع لخدمة الإنترنت، دخلت وحدات الشرطة الخاصة، وفرّقت المحتجّين بالهراوات والغاز المسيل للدموع.
وفيما شهدت مناطق أخرى في إيران تظاهرات مماثلة، تخلّلها محاولة إنزال علم البلاد من ساحة عامة في مدينة سقز، زعمت جماعات حقوقية أن عدداً من الأشخاص قتلوا على يد قوى الأمن.
وكانت وكالة «أنباء فارس» أفادت بأنّ الشرطة الإيرانية قالت اليوم “أمس”، إنّ «وفاة شابة في الحجز حادث مؤسف» لا نريده أن يتكرر، نافية اتهامات بسوء المعاملة لها.
ودخلت أميني (22 سنة) في غيبوبة وتوفيت بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في طهران الأسبوع الماضي.
وقالت الشرطة إنّ أميني «سقطت مريضة فجأة وهي منتظرة مع نساء أخريات» اعتقلتهن شرطة الأخلاق، التي تطلب من النساء تغطية شعرهن وارتداء ملابس فضفاضة في الشارع.
لكن والدها قال لمواقع معارضة، أول أمس “الأحد”، إنّ ابنته لم تكن تعاني من أيّ مشكلات صحية، محملاً الشرطة مسؤولية وفاتها.
وقال قائد شرطة طهران الكبرى، حسين رحيمي إنّ «اتهامات جبانة» وجهت للشرطة الإيرانية، وإنّ أميني لم تتعرض لأيّ أذى جسدي، وإنّ الشرطة «فعلت كل شيء» لإبقائها على قيد الحياة.
وأضاف رحيمي في بيان نقلته وكالة أنباء فارس «هذا الحادث مؤسف بالنسبة لنا ونتمنى ألا نشهد مثل هذه الحوادث أبداً».
وعرضت الشرطة مقطع فيديو يظهر امرأة تم تحديد هويتها بأنها أميني وهي تدخل غرفة وتجلس إلى جانب أخريات. ثم سرَّعت الشرطة عرض المقطع لتظهر أميني واقفة وتتحدث إلى شخص يبدو أنه كان يفحص جزءاً من ملابسها، ثم وضعت المرأة يديها على رأسها وانهارت.
وذكر رحيمي أن المسعفين وصلوا في غضون دقيقة واحدة من سقوطها. وقال إنه لا يمكنه الحديث عن سبب الوفاة لأن هذه مسألة طبية لا أمنية. وقال إنّ شرطة الأخلاق «تقوم بعمل إيجابي».