أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، أنّ الولايات المتحدة قدّمت «عرضاً مهماً» إلى روسيا لإعادة مواطنيْن أميركييْن تحتجزهما موسكو، مضيفاً أنه سيضغط على نظيره الروسي في اتصال هاتفي مقرّر في الأيام المقبلة للردّ على العرض.
ونقلت فرانس برس عن بلينكن، قوله في مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية، إنّ الولايات المتحدة عرضت على موسكو، قبل أسابيع، صفقة تُعاد بموجبها نجمة كرة السلة، بريتني غرينر، والجندي السابق بمشاة البحرية الأميركي، بول ويلان، وأنه يأمل في دفع العملية قدماً خلال حديثه مع نظيره سيرغي لافروف.
وتابع: «كان هناك اقتراح مهم على الطاولة منذ أسابيع لتسهيل إطلاق سراحهما. وأجرت حكومتنا اتصالات متكررة ومباشرة بشأن هذا الاقتراح. وسأغتنم فرصة المحادثة مع لافروف لمتابعة الأمر شخصياً، وآمل أن نسير في اتجاه حلّ ما».
وفيما رفض بلينكن الكشف عما ستقدّمه الولايات المتحدة في المقابل. ذكرت شبكة «سي.إن.إن» أنّ واشنطن مستعدة لإعادة تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، الذي يقضي عقوبة بالسجن في الولايات المتحدة، في إطار صفقة لضمان الإفراج عن المواطنين الأميركيين.
لكن وكالة «تاس» الروسية قالت، اليوم، إنّ واشنطن لم تتواصل رسمياً مع روسيا بشأن مكالمة بين بلينكن ولافروف.
ونقلت الوكالة عن متحدث باسم الخارجية الروسية قوله: «الممارسات الديبلوماسية المرعيّة هي التي تحكم عملنا، لا الحديث المرسَل».
ويأتي العرض الأميركي وسط ضغوط متزايدة على الرئيس الأميركي، جو بايدن، من عائلات المعتقلين والرهائن الأميركيين، وآخرهم غرينر، الحاصلة على ميداليّتَين أولمبيّتَين والمحتجزة في روسيا منذ شباط، بتهم تتعلّق بالمخدرات.
كما حُكم على ويلان في عام 2020 بالسجن 16 عاماً في روسيا، بتهمة التجسس. ونفى ويلان الاتهام ويقول إنه ضحية مؤامرة. كما طالبت واشنطن بإطلاق سراحه.
وبرزت أزمة المعتقلَين الأميركييْن بعد اعتقال غرينر في مطار في موسكو، والإفراج في نيسان عن الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية، تريفور ريد، في وقت كانت فيه العلاقات الأميركية مع موسكو في أسوأ حالاتها منذ عقود، بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وكان ريد قد اعتُقل لثلاث سنوات، فيما خففت الولايات المتحدة في إطار تبادل للأسرى، عقوبة السجن بحقّ الطيار الروسي، كونستانتين ياروشينكو، الذي أُدين بتهريب الكوكايين.
وقال بلينكين إن مكالمته المخطط لها مع لافروف، وهي أول محادثة من نوعها بين الوزيرَين منذ ما قبل بدء العملية الروسية في 24 شباط، لن تشمل مفاوضات بشأن أوكرانيا.
كما رفض البيت الأبيض الخوض في تفاصيل الاقتراح الأميركي، لكنه قال إن بايدن وجّه فريق الأمن القومي التابع له بمتابعة كل السبل لإعادة غرينر وويلان.