مسلسل كسر عضم (كتابة علي صالح وإخراج رشا شربتجي)، الذي لاقى شعبية كبيرة حتى الآن، كان مثار توجيه تهم للمخرجة والكاتب بأنه مسروق من مسلسل «حياة مالحة» للكاتب فؤاد حميرة، الذي كال الكثير من الشتائم للمخرجة مدعيا بان الملسل استفاد من مسلسل «حياة مالحة » الذي كتبه هو، لكن من دون أي دليل يثبت صحة كلامه.
وقد نشر حميرة نص رسالة من المخرج سيف الدين السبيعي يؤكد له فيها بأنه استغرق وقتاً طويلاً حتى ظهر وتكلّم على السوشال ميديا، وبأن النص طرح عليه سابقاً، لكنه رفض إخراجه لأنه لا يحمل اسم كاتبه الأصلي، علماً بأن سبيعي يقدّم عملاً منافساً يتراجع بشكل واضح مقارنة بالجماهيرية وردود الأفعال التي يحققها «كسر عضم». لاحقاً، نشر ورقة A4 يقول بأنّها مسربة من نص «كسر عضم» تظهر اختلافاً في اسم الشخصية الرئيسية بين حقل السيناريو وحقل الحوار، بمعنى أن الكاتب غفل عن تغيير اسم الشخصية في حقل الحوار وتركه مثلما كان في النص الأصلي الذي يملكه حميرة، ويؤكد بأن الإفادة من مسلسله كانت تحديداً في تقديم شخصية المسؤول الفاسد الذي يكتشف إصابته بالإيدز، وهو ما نشاهده في المسلسل الجديد! لكن اللافت بأن مجريات «كسر عضم» تتصدى للحياة السورية الراهنة بعد اندلاع الحرب، وتصور أحداثاً مرتبطة بالحواجز وسيطرة مافيات الحرب على الطرق والمنافذ البرية مع لبنان وحالات التهريب التي فاحت رائحتها مع اشتعال نيران المعارك من كلّ حدب وصوب، فيما كتب «حياة مالحة» قبل عام 2011، إذ لم تكن تلك المعطيات قد ظهرت على أرض الواقع بعد.
المخرجة رشا شربتجي لفتت في دردشة عابرة مع صحيفة الأخبار اللبنانية إلى أنها تلتزم قرار شركة الإنتاج تأجيل الرد على كلّ ذلك ليوم الأربعاء المقبل، بخاصة أنها تنشغل بعمليات التصوير التي تستمر حتى نهاية شهر رمضان فيما تؤكد وقوفها ودفاعها عن كاتبها لآخر نفس على حدّ تعبيرها، وتوضح بأنها ستتبنى نصّه القادم وستحاول تسويقه لشركة إنتاج كبيرة!
رانيا الجبّان أستاذة المعهد العالي للفنون المسرحية ومديرة معهد «دراما رود» قالت للصحيفة إن الكاتب علي صالح التحق بورشة كتابة السيناريو في معهدها وبأنها كانت أوّل من تلقّف موهبته ولعبت دور صلة وصل بينه وبين شربتجي. كما أنها عالجت الحلقات العشر الأوّلى من عمله والرسائل الإلكترونية وإرسال الحلقات في تواريخ محددة ومن بريده الإلكتروني سيكون أكبر دليل على كذب كل الادعاءات التي تحصل في هذا الوقت!
ومع ذلك فإنه حتى الحلقة السادسة عشر، لا يهدأ المسلسل ولا يتوّقف عن إثارة الجدل ما يجعلّه متصدراً المشهد ومصبّ اهتمام كثيرين. ولعلّ آخر ما حرر اعتراض مجموعة من المحامين على الصورة التي ظهر فيها أحد المحامين المتحايلين على القانون والحاكمين بأمر المال، فيما درجت نكتة على الفايسبوك تتندّر على محاولة ركوب موجة العمل الجماهيري، بادعاء كثيرين أنهم كتّاب النص، أو اعتذروا عن دور البطولة فيه!