توقع وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكن و لويد أوستن، اليوم غزوا روسيا وشيكا لأوكرانيا، في حين نفى أمين عام «حلف شمال الأطلسي» (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، وجود قرار للحلف يقضي بعدم توسّعه شرقاً، وهو المطلب الروسي الأهم لحل الأزمة حول أوكرانيا.
فقد قال بلينكن خلال لقاء تلفزيوني لقناة «سي أن أن» إن جميع الدلائل تشير إلى أن روسيا على وشك غزو أوكرانيا، لكنه تعهد بأن واشنطن ستستغل كل فرصة حتى اللحظة الأخيرة، لثني موسكو عن المضي قدماً في الغزو.
وأعلن بلينكن أن رأي واشنطن يقضي بأن التأثير الرادع للعقوبات «سيضيع إذا تم تفعيلها قبل الغزو»، على الرغم من نداء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم السبت لإطلاقها.
وأفاد بلينكن بأن «كل ما نراه يشير إلى أن هذا أمر خطير للغاية، وأننا على وشك الغزو»، مؤكداً أن الولايات المتحدة «ستفعل كل ما في وسعها لمحاولة منعه قبل حدوثه».
وتابع بلينكن قائلاً «إلى أن تتحرك الدبابات بالفعل وتحلق الطائرات، سنستغل كل فرصة وكل دقيقة لثني الرئيس بوتين عن المضي قدماً في هذا الأمر»، مؤكداً أن اجتماعه المزمع مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لا يزال قائماً الأسبوع المقبل، ما دامت موسكو لم تمضِ قدماً في الغزو.
وفي السياق، تماهت تصريحات وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في لقائه مع شبكة «ABC» مع تصريحات بلينكن. وجاءت إجابة أوستن على سؤال عن «إمكانية تحرك الدبابات الروسية في شوارع كييف» بالقول: «من المحتمل جداً أن نرى ذلك».
وتابع مؤكداً «يمكنك أن ترى قدراً كبيراً من القوة القتالية، يتحرك بسرعة كبيرة للاستيلاء على كييف».
وقالت وسائل إعلام أميركية إن لدى الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تفيد بأن القادة الروس تلقوا أوامر بغزو أوكرانيا، في حين أبلغت واشنطن حلفاءها أن أي غزو روسي لأوكرانيا، قد يؤدي إلى استهداف عدة مدن خارج العاصمة كييف.
ونقلت شبكة «بلومبيرغ» الأميركية عن مصادر أن المدن التي يمكن أن تتعرض للهجوم تشمل خاركيف في الشمال الشرقي، وأوديسا، وخيرسون في الجنوب.
وفي وقت سابق، أكدت شبكة «CBS» أن لدى الولايات المتحدة، معلومات استخبارية تفيد بأن القادة الروس تلقوا أوامر بالمضي قدماً في غزو أوكرانيا، وأن القادة على الأرض وضعوا خططاً محددة لكيفية المناورة في قطاعاتهم من ساحة المعركة.
وأفاد مراسل الأمن القومي شبكة «CBS» بأن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن القادة الروس «يفعلون كل ما سيفعله القادة الأميركيون، بمجرد حصولهم على الأمر بالمضي قدماً».
وبعد أسابيع من التحذير من أن الغزو الروسي لأوكرانيا وشيك، قال الرئيس بايدن للصحافيين يوم الجمعة إنه«مقتنع» بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتخذ قرار غزو أوكرانيا، وقال إن الولايات المتحدة تعتقد أن القوات الروسية تعتزم شن هجوم في «الأيام المقبلة»، فيما تنفي موسكو هذه المزاعم.
وفيما تعتبر روسيا أن توسع حلف شمال الأطلسي الى الشرق ليصل الى حدودها أخطر مشكلة أمنية قومية نفى أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ، وجود قرار للحلف يقضي بعدم توسّعه شرقاً، قائلاً إن «الناتو يتخذ قرارات مع 30 دولة عضو، ولا يوجد قرار في أي مكان أن دول الناتو وافقت على التخلي عما هو مكتوب في معاهدة تأسيس الناتو، معاهدة واشنطن».
وفي تصريح لقناة «ARD» التلفزيونية، أضاف ستولتنبرغ أن المعاهدة تنصّ على أنه يمكن للدول الأوروبية الانضمام إلى الناتو، وهو ما ورد أيضاً في الوثائق الدولية الأخرى التي «تحدد الأمن في أوروبا»، بما في ذلك وثيقة «هلسنكي» النهائية وميثاق باريس لعام 1990
ويأتي هذا التصريح بعد تسريب وثيقة أرشيفية سرية أعلنت فيها الدول الغربية عدم سعيها لتوسيع الحلف نحو الشرق.
وكانت مجلة «ديرشبيغل» الألمانية قالت إنه تم العثور على وثيقة أرشيفية تعود لعام 1991 في الأرشيف الوطني البريطاني، أعلنت فيه الدول الغربية أن التوسع باتجاه الشرق لتحالف شمال الأطلسي غير مقبول.
وتم اكتشاف الوثيقة، التي كانت مصنفة من قبل على أنها «سرية»، من قبل الأستاذ بجامعة بوسطن جوشوا شيفرينسون. وهو يشير إلى اجتماع ممثلي وزارات خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، الذي عقد في بون في 6 آذار 1991. وناقش الاجتماع أمن بولندا ودول أخرى في أوروبا الشرقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثيقة التي أعقبت ذلك تشير إلى أن المشاركين في الاجتماع وافقوا على أن عضوية دول أوروبا الشرقية في الناتو «غير مقبولة».