سجن الصناعة: كذب قسدي والدواعش الفارون يصلون الى ريف دير الزور

ست ساعات فقط وانكشف كذب بيانات قسد والأمريكيين عن السيطرة التامة على سجن الصناعة أمس، حيث عادت الاشتباكات بعدها في انحاء متفرقة من السجن، وفي مناطق كثيرة في حي غويران المحيط به، في حين تؤكد تقارير صحفية أن اعدادا كبيرة من الدواعش الذين كانوا معتقلين في السجن فرت منه، وانتشرت في المنطقة ووصل الكثير منها الى أرياف دير الزور.

 وعاش سكّان المدينة ليلةً من الرعب، مع عودة الطيران الحربي والمروحي التابع لـ«التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، إلى التحليق في الأجواء، وتنفيذه عدّة غارات ورشقات بالرشاشات على مواقع داخل «الصناعة» وفي محيطه، في ظلّ توارُد أنباء عن وجود خلايا لا تزال تتحصّن في الأحياء القريبة منه. وعلى رغم محاولة «قسد»، ابتداءً، إظهار تلك التطوّرات على أنها عمليات تمشيط وملاحقة في الريف الجنوبي الغربي للحسكة، إلّا أن ارتفاع حدّة المعارك أجبرها على الاعتراف لاحقاً بغياب سيطرتها الكاملة على السجن. وفي هذا الإطار، أصدر المركز الإعلامي التابع لـ«قسد» بياناً أكد فيه أنه «بعد سيطرة قوّاتنا، وفرض الاستسلام على حوالى 3500 من المرتزقة المعتقلين، وخلال عمليات التمشيط وجمع المعلومات، كشفت قواتنا عن جيوب إرهابية مموَّهة ضمن المهاجع الشمالية فيها نحو 60 إلى 90 مرتزقاً»، مضيفاً أنه «تمّ توجيه نداء لهم للاستسلام، وستتعامل قوّاتنا معهم بحزم».

 وكانت «قسد» قد حدّدت عدد الذين أُلقي القبض عليهم بـ3500، مُعلِنةً أن جميع العناصر الفارّين أُعيد اعتقالهم، وهو ما عادت لتُناقضه، من خلال تأكيدها اندلاع اشتباكات معهم في حيّ غويران، واستهداف الهاربين فرقاً إعلامية في محيط «الصناعة». وفي تفسيرها ذلك، تُؤكد مصادر ميدانية، لصحيفة ـ«الأخبار» اللبنانية، أن «قسد استعجلت إعلان السيطرة على السجن، قبل دخول كلّ مهاجعه وأبنيته، وذلك على الأرجح بتوجيه من التحالف»، موضحةً أن الأخير «يريد أن يُبرز قدرته على ضبط الأوضاع، ويغطّي على الفشل الاستخباراتي والعسكري لقوّاته، خاصة أنه يتواجد في سورية بمهمّة رئيسة هي محاربة داعش، بحسب زعْمه». وتلفت المصادر إلى أن «المعطيات تؤكّد أن العشرات وربّما المئات من عناصر التنظيم تمكّنوا من الفرار من السجن، وبعضهم وصل إلى ريف دير الزور»، معتبرة أن «إعلان قسد عن حظر تجوال جزئي في دير الزور يؤكد هذه المعطيات».

 وقد أصدر «التحالف» تصريحاً على لسان قائد المهام المشتركة في «عملية العزم الصلب»، اللواء جون برينان، قال فيه إن «هذه المشكلة ليست داخل الحسكة فقط، إنّما هي مشكلة عالمية تتطلّب تضافُر جهود العديد من الدول لتطوير حلّ دائم طويل الأمد»، مضيفاً أنه «يجب أن نحقّق بدقة في الظروف التي سمحت بحدوث هذا الهجوم، وهناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به». وحمَل كلام المسؤول الأميركي إشارات إلى أن «التحالف» سيفتح تحقيقاً مع الجهات التي كانت مسؤولة عن حماية «الصناعة»، وسط أنباء عن وقوع اعتقالات في صفوف «قسد»، للوقوف على أسباب الخرق الأمني الذي نجح التنظيم في إحداثه، على رغم وجود عشرات المقرّات العسكرية في محيط المعتقَل. لكنّ الناطق باسم «الوحدات الكردية»، نوري المحمود، رأى أن «ما حصل يشير إلى تواطؤ بين عناصر التنظيم داخل السجن وخارجه»، مضيفاً أن «أيّ اتهام لعناصر قسد هو تطاول على الأبطال الذين يحرسون السجن، ويَحولون دون هروب عناصر داعش الأخطر في العالم».

Related posts

رئيس الوزراء: سلوفينيا ستمتثل لمذكرات الاعتقال بحق قادة “إسرائيل” وحماس

الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت وقيادي بحماس وردود أفعال واسعة عليها

الجبهة الطلابية الأمريكية مستمرّة في مظاهرات استنكار مجازر غزة