روسيا تقترح على أمريكا والناتو معاهدة أمنية، وأمريكا تقول سنشرك اوروبا

نشرت وزارة الخارجية الروسية أمس، مقترحاً مفصّلاً عن معاهدة أمنية بين روسيا وواشنطن وحلف شمال الأطلسي، تهدف إلى العمل على حلّ النزاعات الدولية بين هذه الأطراف بأساليب سلمية، والامتناع عن اللجوء إلى أساليب القوّة التي لا تتلاءم مع مقترحات الأمم المتحدة، وقد ردت أمريكا بالقول إنها ستشرك حلفاءها الأوروبيون في أي مفاوضات مع روسيا، وأنه لا يوجد ما يمنع عقد مثل هذه المفاوضات، خاصة وأن الجانبين تفاوضا سابقا بنجاح حول قضايا أمنية.

 وبحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية يتضمّن المقترح اتفاقيْن حول الضمانات الأمنية، يشملان الالتزام المشترك بالحلّ السلمي لجميع النزاعات بين موسكو والتكتّل الغربي، وإعادة تأكيد الجانبين على «أنهما لا يعتبران بعضهما البعض خصمين». وقد تمّ عرض مشروع المعاهدة على ممثّلي الولايات المتحدة في اجتماع عُقد في مبنى وزارة الخارجية، في موسكو في 15 كانون الأول، والذي تمّ خلاله أيضاً «شرح طريقة تفكير الجانب الروسي»، بحسب الوكالة الروسية. وقد طلبت موسكو أيضاً التفاوض بدءاً من اليوم “السبت” مع واشنطن على هذا المقترح.

الحفاظ على المسافة القصوى

 ويتضمّن الاقتراح الروسي المفصّل، إنشاء «خطوط ساخنة» للاتصالات الطارئة بين الطرفين، مشدداً على عدم السماح لأيّ من الأطراف بـ«تهيئة ظروف تشكّل، أو يمكن أن تشكّل، تهديداً للأمن الوطني للأطراف الأخرى».

ويتضمّن المشروع اقتراحاً لمنع اندلاع مواجهات خطيرة، جواً أو بحراً، ويشمل ذلك الاتفاق «المسافة القصوى التي يجب أن تتمّ المحافظة عليها بين الطائرات والسفن الحربية».
 ويتابع: «من أجل تجنّب أي حوادث، يجب على موسكو أو أيّ من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، في حال أرادت القيام بتدريبات عسكرية أو أنشطة عسكرية أخرى، الالتزام بالعدد المحدّد للّواء (أي عدد الجنود المشاركين في التدريبات)، على ألّا تتخطى التدريبات أيضاً مساحة عرض محدّدة متّفق عليها على كل جانب من جانبَي الخط الحدودي للاتحاد الروسي والدول التي تقيم تحالفاً عسكرياً معها، وللدول الأعضاء في (الحلف الأطلسي)»، داعياً إلى ضرورة الإبلاغ مسبقاً عن أي مناورات أو تدريبات عسكرية، وتبادل المعلومات حول التهديدات والتحديات الأمنية بشكل منتظم.

عدم استخدام أراضي الدول المحيطة

 ومّما ورد في المقترح أيضاً: «لا يُسمح لواشنطن بإنشاء أي قواعد عسكرية في أراضي دول اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابقة، في حال لم تكن عضواً في (منظمة حلف شمال الأطلسي)، أو أن تستخدم هياكلها الأساسية في أي أنشطة عسكرية، أو أن تطوّر أي تعاون عسكري ثنائي معها».

 لا للنووي!

 كذلك، يشمل الاقتراح منع روسيا والولايات المتحدة من نشر صواريخ أرضية خارج حدود أراضيهما، وكذلك في مناطق داخل هذه الأراضي، في حال كان يمكن لهذه الأسلحة أن تهاجم أهدافاً في أراضي الطرف الآخر، داعياً روسيا والولايات المتحدة وغيرهما من القوى النووية في حلف شمال الأطلسي، إلى الالتزام بمبدأ عدم شنّ حرب نووية لأي سبب، والامتناع عن تدريب الأفراد العسكريين والمدنيين من الدول غير النووية، على استخدام الأسلحة النووية.

أمريكا ترد

 وردا على المقترح الروسي أكدت الولايات المتحدة الأميركية ضرورة أن يشارك حلفاؤها وشركاؤها الأوروبيون في أي مفاوضات محتملة مع روسيا بشأن ضمان الأمن في أوروبا.

 وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، للصحافيين على متن طائرة كانت تقل الرئيس جو بايدن إلى كارولاينا الجنوبية: «لن تكون هناك أي مفاوضات بشأن أمن أوروبا من دون مشاركة حلفائنا وشركائنا الأوروبيين».

 كما أشارت إلى أن الولايات المتحدة تفاوضت مع روسيا بنجاح على مدى عقود بخصوص ملفات أمنية، مضيفةً: «ليس هناك ما يمنعنا من مواصلة الأمر، لكننا سنفعل ذلك بالشراكة والتنسيق مع حلفائنا وشركائنا الأوروبيين».

 وأضافت: «لن نساوم إطلاقاً على المبادئ الأساسية للأمن الأوروبي، خصوصاً حق جميع البلدان في تقرير مصيرها وسياستها الخارجية من دون أن تخضع لأي نفوذ خارجي».

Related posts

الجبهة الطلابية الأمريكية مستمرّة في مظاهرات استنكار مجازر غزة

استشهاد 66 فلسطينياً وإصابة مائة آخرين بجراح في مجزرة جديدة للاحتلال الصهيوني في جباليا

لبنان.. استشهاد شخصين بغارات صهيونية على بلدتي رومين وبيت ليلف