استمرار الاحتجاجات الشعبية على الانقلاب في السودان

استمرت الاحتجاجات الشعبية على الانقلاب العسكري الذي شهده السودان مؤخرا فيما أعلنت لجنة المعلمين السودانيين، أمس ترحيل «87 معلماً معتقلاً» من مركز شرطة المقرن إلى سجن سوبا، جنوب العاصمة الخرطوم، من دون أي محاكمات.

 وبحسب ما جاء في بيان اللجنة (هيئة نقابية غير حكومية)، تم «ترحيل المعتقلين من المعلمين إلى سجن سوبا من دون أي محاكمات»؛ وأفاد البيان بأن هنالك «تدهوراً في الحالة الصحية للمعلم فيصل حسن بدر، من دون أن يتلقى أي عناية طبية حتى الآن، وهو من المصابين بمرض السكري».

 وصباح أمس أعلنت اللجنة، في بيان، اعتقال 87 معلماً ومعلمة، مع «أنباء عن إجهاض معلمة، بالإضافة إلى كسر ساق معلمة أخرى، خلال تفريق الشرطة وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية والتعليم بالخرطوم». فيما قالت وزارة التربية والتعليم في بيان، إن «الشرطة أطلقت البمبان (الغاز المسيل للدموع) بكثافة على وقفة احتجاجية نُظمت رفضاً لعودة أنصار النظام المخلوع (نظام عمر البشير) لتسلم مقاليد الأمور في الوزارة».

 وأخيراً، أعلن والي الخرطوم المكلف والأمين العام لحكومة الولاية، أحمد عثمان حمزة، قرارات أعفى بموجبها المدراء العامين للوزارات، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين بالدولة مع تعيين آخرين محلهم. واعتبرت قوى سياسية وهيئات نقابية هذه الخطوة إبعاداً لقيادات الخدمة المدنية الثورية، وتعيين كوادر المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم السابق) محلهم. ‎

 وفي وقت سابق اليوم، التقى قائد الانقلاب البرهان في العاصمة الخرطوم، مع وفد لجامعة الدول العربية، برئاسة أمينها العام المساعد حسام زكي، وفق بيان للمكتب الإعلامي لقائد الجيش.

 وقال زكي بحسب البيان إن «الوفد نقل رسالة شفهية من الأمين العام (للجامعة أحمد أبو الغيط) تؤكد دعم جامعة الدول العربية للتحول الديمقراطي في السودان»»؛ وأكد زكي «أهمية الحوار واعتماده كوسيلة أساسية للتعامل مع الأزمات التي تطرأ خلال عملية الانتقال الديمقراطي».

 فيما جدد البرهان الإعراب عن «التزام القوات المسلحة التام بالتحول الديمقراطي وحرصها على حماية مكتسبات الثورة السودانية وتحقيق تطلعات الشعب».

 ومن جانبها قالت الجامعة العربية في بيان، إن وفداً منها التقى اليوم، برئيس الوزراء
السوداني المعزول عبد الله حمدوك؛ وأجرى «حديثاً مطولاً» بشأن التحديات التي تواجه العملية الانتقالية والجهود المبذولة لدعم الحوار.

 وأمس تظاهر المئات في مدينة عطبرة في شمال البلاد مردّدين شعار «لا للحكم العسكري»، في حين سار عشرات المدرّسين نحو وزارة التربية والتعليم في «تظاهرة احتجاجية صامتة ضد قرارات قائد الجيش».

 في هذه الأثناء، تم تعليق الدراسة في جامعتين رئيسيتين في السودان أولاهما جامعة الخرطوم، التي دانت «الانقلاب» العسكري؛ ونددت باعتداءات نفّذها مسلّحون ضد طلبة في 25 تشرين الأول. أما جامعة البحر الأحمر في مدينة بورتسودان، فأشارت أمس إلى أنها علّقت الدراسة من أجل سلامة الطلبة.

  وقد نددت فصائل متمردة رئيسية في السودان كانت قد وقعت على اتفاق سلام العام الماضي، أمس بأحدث انقلاب عسكري تشهده البلاد ودعت إلى إطلاق سراح المعتقلين.

 وأصدرت الجبهة الثورية السودانية بياناً، جاء فيه أن «الجبهة الثورية تجدد موقفها الثابت ضد الانقلاب وهي مع احترام إرادة الشعب السوداني والتحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية. تجدد الجبهة الثورية التزامها بالوثيقة الدستورية وتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان. تطالب الجبهة الثورية بإطلاق سراح جميع المعتقلين من دون أي شرط وعلى رأسهم رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك والرفيق ياسر عرمان عضو المجلس القيادي للجبهة الثورية ونائب الأمين العام للجبهة الثورية».

 

Related posts

بابا الفاتيكان يندد بمقتل أطفال غزة في قصف إسرائيلي

المقاومة اللبنانية تستهدف بصواريخ الكاتيوشا قاعدة بيريا للعدو الصهيوني

بوريل يتفقد معبر رفح الحدودي بعد اجتماعه بالرئيس المصري السيسي