أعرب مجلس الأمن الدولي، الجمعة، عن “قلقه العميق” لتصعيد النزاع في إثيوبيا، ودعا إلى وقف إطلاق النار في البلاد.
ونقلت سكاي نيوز عربية عن بيان مشترك تلاه للصحافيين السفير المكسيكي لدى الأمم المتحدة خوان رامون، قوله إن أعضاء المجلس “يدعون إلى إنهاء الأعمال العدائية والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار”.
كما طالبت الدول الأعضاء بـ”تهيئة الظروف لبدء حوار وطني إثيوبي شامل لحل الأزمة”. وأرجئ اجتماع مفتوح للمجلس كان مقررا الجمعة إلى الاثنين.
لكن الدول الأعضاء الخمس عشرة التي واجهت صعوبات حتى الآن للاتفاق على موقف مشترك، أصدرت هذا الإعلان بعيد تهديد متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي بالزحف على أديس أبابا بعد نحو عام من الحرب.
وأعربت الدول الأعضاء بشكل خاص عن “قلقها العميق من اتساع وتكثيف الاشتباكات العسكرية في شمال إثيوبيا” و”تداعيات النزاع على الوضع الإنساني” و”استقرار البلاد والمنطقة برمتها”.
كما جدد مجلس الأمن دعمه “لسلامة أراضي إثيوبيا ووحدتها”.
ويعد هذا البيان الثاني من نوعه للمجلس حول النزاع. وكان البيان الأول دعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية.
أمريكا تستعجل الخروج
وفي الجانب الأمريكي ذكرت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن الولايات المتحدة أنشأت فريق مهام جديد سيتولى الإشراف على مهمة إخلاء الدبلوماسيين الأميركيين في سفارة واشنطن لدى أديس أبابا، مع اشتداد القتال في البلاد.
ويأتي هذا التطور بعد ساعات من دعوة الولايات المتحدة لكل رعاياها بضرورة مغادرة إثيوبيا “في أقرب وقت ممكن”.
وقال بيان نشر على الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية لدى أديس أبابا، الجمعة: “الوضع الأمني في إثيوبيا غير واضح تماما. ننصح المواطنين الأميركيين الموجودين في إثيوبيا بمغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن”.
ومن جانبها، ذكرت مجلة “فورين بوليسي” أن فريق المهام سيتولى أيضا الإشراف على مغادرة المواطنين الأميركيين الموجودين حاليا في إثيوبيا.
واعتبرت المجلة أن الخطوة الأخيرة تعكس مدى قلق صانعي السياسة في الولايات المتحدة من أن الصراعات في إثيوبيا بين الحكومة المركزية وقوات تيغراي في الشمال يمكن أن تهدد العاصمة أديس أبابا، حتى مع تقليل كبار المسؤولين الإثيوبيين من هذه المخاوف باعتبارها معلومات مضللة يستخدمها المتمردون.
ويأتي قرار الخارجية الأميركية بتشكيل فريق الإخلاء بعد أن سمحت السفارة بالخروج الطوعي لبعض موظفي السفارة وعائلاتهم من العاصمة هذا الأسبوع.
وتعكس هذه الإجراءات المخاوف المتزايدة في واشنطن بشأن استقرار إثيوبيا، بحسب مجلة “فورين بوليسي”.
وفي الأسابيع الأخيرة، اتسع نطاق الصراع، حيث استولت قوات تيغراي على مدن رئيسية على طريق سريع رئيسي يؤدي إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وارتبطت بجماعة مسلحة أخرى، هي “جيش تحرير أورومو”، والتي دخلت معها في تحالف في آب الماضي.
وتفجرت التوترات السياسية التي استمرت شهورا بين حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وزعماء تيغراي الذين كانوا يهيمنون ذات يوم على الحكومة الإثيوبية، إلى حرب في تشرين الثاني من العام الماضي.
وفي أعقاب بعض أعنف المعارك في الصراع، فر الجنود الإثيوبيون من ميكيلي، عاصمة تيغراي، في حزيران الماضي.
وفي مواجهة هجوم تيغراي الحالي، أعلن آبي الثلاثاء حال الطوارئ الوطنية مع صلاحيات اعتقال واسعة.