وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أول مسؤول يتصل مع رئيس وزراء السودان المقال عبد الله حمدوك بعدما أفرج عنه من الاعتقال الذي تعرض له السودان على يد الجيش في حين قالت وزارة الخارجية الأميركية إن هناك اتصالات تتم على مدار الساعة مع شركاء الولايات المتحدة داخل السودان وفي المجتمع الدولي، من أجل دعم الشعب السوداني وتحقيق تطلعاته، وذلك في ظل التطورات الأخيرة التي يشهدها البلد، مؤكدة في الوقت نفسه حرص واشنطن على مصالح السودانيين وتوحيد البلد والتواصل والشراكة بين المكون العسكري والمكون المدني.
وقالت الوزارة في بيان، إن بلينكن عاود التأكيد على مطالبته القوات المسلحة السودانية بالإفراج عن جميع القادة المدنيين المعتقلين.
وقد حددت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، جيرالدين غريفيث، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أمس الثلاثاء موقف بلادها مما حدث في السودان فقالت: إن واشنطن “تستنكر ما حدث في السودان”، موضحة أن الولايات المتحدة “تدين استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، وتدعو لاستعادة خدمة الاتصالات وشبكات الإنترنت“.
وأضافت: “من المهم أن يكون هناك تقدم فيما يخص مطالب الشعب السوداني بالشفافية والديمقراطية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والقضائية.. الولايات المتحدة تقف بجانب الشعب السوداني في سعيه للديمقراطية.. ونحن نحث الطرف العسكري في السودان على القيام بواجباته وإطلاق سراح القيادة المدنية، والعودة للانتقال السياسي وفقاً لمطالب الشعب السوداني”.
تعليق مساعدات
وحول قرار واشنطن بتعليق جزء من مساعداتها للسلطات الانتقالية في السودان بقيمة 700 مليون دولار، كرد فعل فوري على التطورات الأخيرة، أشارت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، إلى أن الولايات المتحدة حذرت من تداعيات أية محاولة لتقويض المضي قدماً في العملية الانتقالية في السودان”، موضحة أن “هذه المساعدات التي تم إيقافها تتعلق بدعم العملية الانتقالية، ولذلك اتخذت إدارة الرئيس بايدن هذا القرار”.
وتابعت: “الآن نحن على تواصل مع شركائنا في السودان، بالإضافة إلى المجتمع الدولي فيما يخص ما هي أنسب الخطوات المستقبلية لمعالجة الصعوبات الحالية في السودان“.
ورداً على سؤال حول الخطوات التي يمكن أن تتخذها واشنطن في المرحلة المقبلة، قالت غريفيث: “لن أتكهن بخطوات المستقبل.. لكن أستطيع أن أقول إن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة كامل الالتزام بنجاح العملية الديمقراطية في السودان، ونحن نحث جميع الأطراف السودانية على القيام بأدوارها في هذا الشأن”.
وحول طبيعة الاتصالات الأميركية الجارية الآن مع أطراف داخل السودان والمجتمع الدولي، أوضحت أنه “على مدار الأشهر الماضية تتشاور الولايات المتحدة مع جميع الأطراف السودانية.. ونحن الآن نستمر في هذا التواصل وما يهمنا هو الالتزام بمبادئ الانتقال السياسي وفقاً لاتفاقية جوبا والإعلان الدستوري.. إدارة بايدن على تواصل مع الأطراف المختلفة منذ توليها، وتستمر في هذه الجهود الدبلوماسية، ويهمنا في المرحلة الحرجة إطلاق سراح القيادة المدنية والالتزام بالعملية الانتقالية والمبادئ الديمقراطية وفقاً لمطالب الشعب السوداني”.
تحذيرات
ورداً على سؤال حول ما إن كانت تلك التطورات الأخيرة قد شكّلت مفاجأة للولايات المتحدة، لاسيما أنها جاءت عقب لقاءات المبعوث الأميركي الخاص بالقرن الأفريقي جيفري فيلتمان في السودان، قالت: “إن ما حدث لا يصب في مصلحة الشعب السوداني.. من وجهة نظر إدارة بايدن يخالف ذلك الانتقال الديمقراطي.. لذلك واشنطن تستنكر ما حدث وحذرت من تداعيات هذه الأفعال.. بالتالي نحن على تواصل مع شركائنا بشأن كيفية التغلب على ذلك، من أجل العودة للانتقال السياسي”.
وشددت، في معرض حديثها مع موقع “سكاي نيوز عربية”، على أن “السودان الآن يعاني من عدة صعوبات على المستوى الاقتصادي والصحي والسياسي وغير ذلك.. بالتالي لابد من التركيز على ما هو في مصالح الشعب السوداني وتوحيد البلد والتواصل والشراكة بين المكون العسكري والمكون المدني، من أجل المضي قدماً في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من قبل الشعب السوداني”.
وأشارت إلى أن المبعوث الخاص يبقى على تواصل مع الأطراف السودانية، بالإضافة إلى جيران السودان وحلفائنا في المجتمع الدولي؛ لأنه ليس في مصلحة أحد إحباط المضي قدماً في الانتقال السياسي في السودان.. على مدار الساعة نتشاور مع شركائنا لدعم المجتمع السوداني ودعم تطلعاته.. وما يهمنا في هذه المرحلة الالتزام بالمبادئ الديمقراطية”.