اختار جيش الاحتلال الصهيوني بلدة أم الفحم المحتلة وجوارها لإجراء تدريبات لعناصره فيها لمواجهة حزب الله نظرا لتشابه طبيعة تلك المنطقة مع طبيعة جنوب لبنان لكن عناصره اشترطوا عدم دخول المناطق السكنية خوفا من الاشتباك مع الأهالي.
وحسبما ذكر أور هيلير مراسل «القناة 13» الصهيونية، سيُجري جيش العدو تدريبات عسكرية تُحاكي حرباً مع لبنان في الأيام القريبة المقبلة في مدينة أم الفحم الفلسطينية المحتلة؛ إذ يعتقد جيش العدو أن تضاريس وجغرافية المدينة والقرى المحيطة فيها، تُشابه تلك الموجودة في مدينة بنت جبيل على الحدود الفلسطينية اللبنانية الشمالية. وستجري التدريبات بالتنسيق مع السلطات والمجالس المحلية في مدينة أم الفحم والقرى المحيطة.
لكن اللافت في الأمر هو ما طالب به جنود العدو قادتهم؛ إذ ذكر المراسل أن «الجنود الإسرائيليين الذين سيشاركون في التدريبات، طلبوا من قادتهم عدم دخول مدينة أم الفحم، خشية من تفشّي السلاح الموجود هناك»، والذي استخدمته عصابات الجريمة المنظّمة في إزهاق حياة شابَّين اثنين خلال الـ48 ساعة الماضية.
ويخشى جنود العدو من استخدام هذا السلاح ضدهم خلال التدريبات، أو أن تتطوّر الأحداث إلى ما يشبه الاحتجاجات التي عمّت المدن والبلدات الفلسطينية في شهر أيار الماضي، وفيها استخدم شبان من فلسطينيي الـ48 أسلحة ضد مراكز الشرطة وعناصرها والمستوطنين. وبحسب «الشاباك»، فإن الأسلحة التي استُخدمت هي أسلحة «تُستخدم في الجريمة». علماً أن ليس كل السلاح الموجود في أيدي الفلسطينيين في الداخل، والذي يشكّل حوالي 90 بالمائة من السلاح غير المرخّص في إسرائيل، يُستخدم ضد الجريمة. وتحوّلت رسالة هيلير التي تحدّث فيها عن خشية الجنود من دخول أم الفحم، إلى مادة للسخرية، حيث تساءل بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين، «كيف يريد جيش العدو دخول بنت جبيل التي يتمركز فيها حزب الله، بينما يخشى التدرب في مدينة أم الفحم؟»، و«كيف يريد مواجهة حزب الله وهو يستقدم دورية ووحدة مستعربين خاصة من أجل تخريب جدارية الشهداء في أم الفحم؟». في إشارة إلى أن تخريب جدارية الشهداء عن طريق طَليِها، هو عمل يمكن أن يقوم فيه أياً كان وليس بحاجة لاستقدام وحدة خاصة للقيام به