تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تدهور في العلاقات التركية الأمريكية منذ تولي الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الحكم، موضحا أن هذا التدهور جاء بعدما عمل بإخلاص لتحالفه مع أمريكا مع الرؤساء الأمريكيين السابقين جورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترامب، لكن هل من الممكن الحديث عن بداية انشقاق بين الحليفين العضوين في الناتو!!؟؟، خاصة وأن أمريكا تعتبر تركيا ركيزة أساسية لتنفيذ أجنداتها في المنطقة.
وقد اتهم أردوغان في تصريحات أدلى بها للصحفيين في اسطنبول مؤخرا إدارة بايدن بدعم «حزب العمال الكردستاني» في سورية، قائلا إن الولايات المتحدة حاليا «تدعم التنظيمات الإرهابية بشتى أنواع الأسلحة والعربات والمعدات أكثر بكثير مما كان متوقعا في الوقت الذي ينبغي عليها أن تكافح تلك التنظيمات».
وأقر أردوغان بأن الوضع الذي وصلت إليه العلاقات مع واشنطن «غير مأمول»، مشددا على ضرورة أن تكون العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف الناتو «في وضع غير الذي هي عليه الآن».
وقال: «علينا التعبير عن ذلك، لأنني (على عكس إدارة بايدن) لم أر مثل هذه المواقف مع أي من القادة السابقين في أمريكا». وشدد على أن تركيا مضطرة إلى إطلاع الرأي العام العالمي على هذه المشكلة «عندما تقدم دولة عضو في الناتو على مواقف كهذه».
واتهم أردوغان الرئيس الأمريكي بنقل الأسلحة والذخائر إلى المنظمات الإرهابية في سورية وقال:«لن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد ذلك
وتابع أردوغان قائلا تعليقا على حجب مقاتلات «F-35» عن تركيا: «نتصرف بصدق وموقفنا صادق لكن الولايات المتحدة للأسف لم تتصرف كذلك».
يشار هنا إلى أنه ومنذ تولي بايدن الرئاسة الأمريكية يترقب المجتمع الدولي صداما محتملا بينه وبين أردوغان، خاصة وأن بايدن كان قد وصف أردوغان من قبل بأنه «مستبد»، في أحد الحوارات الصحفية مع نيويورك تايمز، حين كان يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي. وتشهد العلاقات التركية الأمريكية توتراً خلال السنوات الأخيرة بسبب اختلاف الجانبين بشأن ملفات عدة يأتي على رأسها ملفي دعم الولايات المتحدة للأكراد في سورية، واعتراض واشنطن على شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية أس -400.
وفي ضوء اللقاء الأول لأردوغان مع بايدن منذ تولي بايدن الرئاسة في حزيران الماضي، على هامش قمة حلف الناتو، وخروج بايدن من اللقاء ليقول إنه عقد «اجتماعاً جيداً للغاية» مع نظيره التركي، لا يبدو أن تصريحات أردوغان دقيقة خاصة وأن تركيا لا يمكنها فسخ تحالفها مع أمريكا أو الانسحاب من الناتو سواء في عهد أردوغان أو بعده.