أفادت تقارير واردة من شمال أفغانستان أن معارضي حركة طالبان بقيادة احمد مسعود سيطروا على منطقة جديدة في مقاطعة بغلان، بالقرب من وادي بنجشير، فيما أقرت طالبان بخسائر في الاشتباكات، وفي حين أعلن مسعود انه يسامح بدم أبيه لمصلحة أفغانستان.
وذكرت التقارير، أن المقاتلين الموالين لتحالف الشمال بقيادة أحمد مسعود استولوا على منطقة أندراب، وهي منطقة يغلب عليها الطابع الطاجيكي وتقع على بعد 100 كيلومتر شمال العاصمة كابول.
وظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر علم التحالف الشمالي يرفع في بلدة، ومقاتلوه يسيطرون على الشوارع.
واعترفت مصادر طالبان بوقوع اشتباكات في المنطقة، وذكرت المصادر، لشبكة CNN، أن 5 من عناصر طالبان قتلوا وأُسر 15 غيرهم في أندراب، لكن المصادر لم تذكر من نفذ الهجوم.
وقالت طالبان إن أحد القتلى شاعر اسمه أمير زازاي الذي كان يقود وحدة من الحركة. وإن مقاتلي طالبان يتجهون إلى المنطقة.
وأحمد مسعود هو نجل أحمد شاه مسعود، الذي استخدم وادي بنجشير كقاعدة لمعارضة حكم طالبان بين عامي 1996 و2001، وقُتل الوالد في هجوم انتحاري في عام 2001. ولم تستول طالبان على وادي بنجشير أبدًا خلال سنواتها الخمس في السلطة.
وفي مقال رأي لصحيفة “واشنطن بوست” الأسبوع الماضي، دعا مسعود المجتمع الدولي إلى توفير أسلحة وذخائر لمحاربة طالبان. وقال: “لا يزال بإمكان أمريكا بناء ترسانة كبيرة للديمقراطية”.
وكان مسؤول كبير في الحكومة السابقة بقيادة أشرف غني قد قال، لشبكة CNN، إن نائب الرئيس أمر الله صالح، غادر كابول إلى وادي بنجشير قبل ساعات من سيطرة طالبان على العاصمة.
كما يبدو أن هناك مشاورات جارية في كابول بشأن الاضطرابات في بنجشير، إذ قال الرئيس التنفيذي السابق لأفغانستان عبد الله عبد الله عبر حسابه على تويتر، السبت: “التقينا شيوخ وعلماء دين وممثلين وقادة إقليم بنجشير في مقر إقامتي في كابول. ناقشنا التطورات الحالية في البلاد، وسبل دعم السلام”.
وظل عبد الله عبد الله في كابول مع سقوط حكومة الرئيس أشرف غني الذي هرب من أفغانستان، ويلعب عبد الله دورًا رائدًا في المفاوضات مع طالبان بشأن تشكيل الحكومة.
مسعود: سأسامح في دم والدي إذا توفرت شروط السلام في أفغانستان
وأكد مسعود، أنه “مستعد كي يسامح في دماء والده الذي اغتيل قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر 2011، إذا توفرت شروط السلام والأمن في البلاد”.
وفي حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، قال مسعود: “نحن مستعدون للتحدث مع طالبان، ولدينا اتصالات مع الحركة، حتى والدي قد تحدث مع طالبان. لقد ذهب أعزل بلا أي حراسة للتحدث مع قيادة الحركة خارج كابل في عام 1996، وقال لهم: ماذا تريدون؟ تطبيق دين الإسلام؟ فنحن أيضا مسلمون ونريد السلام أيضا، ولذا فدعونا نعمل معا”.
وأضاف: “مع ذلك، فإن الحركة تريد فرض الأشياء بالسلاح، وهو ما لن نقبله، فإذا كانوا يريدون السلام، وتحدثوا إلينا وعملوا معنا، نحن جميعا أفغان وسيكون هناك سلام”.
وتابع: “في عهد والدي، لم تستطع طالبان الاستيلاء على الشمال، ثم قام تنظيم (القاعدة) بقتله (في 9 سبتمبر 2001)، لكن لدي الرغبة والاستعداد للعفو عن دماء والدي من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في البلاد”.
وأضاف: “نحن مستعدون لتشكيل حكومة شاملة مع طالبان من خلال المفاوضات السياسية، ولكن ما هو غير مقبول هو تشكيل حكومة أفغانية تتسم بالتطرف التي من شأنها أن تشكل تهديدا خطيرا، ليس لأفغانستان فحسب ولكن للمنطقة والعالم بأسره”.
وشدد على أهمية اللامركزية في أفغانستان، قائلا: “نتحدث معهم بالفعل ونأمل في الوصول لمخرج وإنهاء أي قتال، فهم يقولون إنهم ضد الإرهاب الدولي ولكن يجب أن نرى ذلك بشكل عملي، ونأمل في أن يكونوا يرغبون في ذلك بالفعل”.
مضيفا: “لا نريد القتال، ومع ذلك، فإننا على استعداد للقتال إذا دخلوا بنجشير. صحيح أنهم يمكنهم الدخول بسلام بدون أسلحة، ولكن في حال دخلوا بالبنادق، فنحن مستعدون للدفاع حتى آخر رجل، ولكن يجب إعطاء السلام فرصة حتى ولو كان هذا السلام مع طالبان”.