دخلت طالبان إلى القصر الرئاسي الأفغاني بعدما غادره الرئيس الأفغاني منذ يومين وسيطرت قواتها على مراكز عدة في العاصمة كابول فالمشاهد اليومية في أفغانستان إثر دخول عناصر حركة طالبان إلى العاصمة كابول، خلال اليوم الثاني، تبرز جانبا من الأوضاع التي يقع تحت وطأتها المواطنون والمدنيون، إذ يوضح خالد شاه الناشط الأفغاني والذي يقيم في مدينة مزار شريف، الواقعة في شمال البلاد، أن ثمة حالة من الفوضى والسيولة الأمنية عمت المناطق التي غادرتها القوات الحكومية.
ويشير الناشط الأفغاني في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية” إلى أنه بالرغم من الهدوء والانسيابية التي عادت، مجددا، للشوارع صباح اليوم (الاثنين)، بينما يتواجد عناصر الحركة في مناطق رئيسية ومواقع محددة بالعاصمة، من بينها المنطقة الخضراء ومداخل القصر الرئاسي بعد مغادرة الرئيس أشرف غني، لكن تبدو الشواهد جميعها ترجح تصاعد الأمور في أي لحظة وانفلاتها.
أما بالنسبة للواقع في الشارع الأفغاني، والأحاديث التي يرددها المواطنون، يؤكد الناشط الأفغاني أن “الناس، حتى الآن، يعيشون على أثر الصدمة مما حصل من سقوط الولايات الفغانية في غضون ثلاثة أيام، والصدمة الأكبر كانت مساء الأحد بعد سقوط العاصمة، إذ إن الشعب الأفغاني لا يثق في طالبان كثيرا، وكان ذلك من أحد الأسباب بالأمس التي اضطرت المتحدث الرسمي لحركة طالبان أن يعلن عبر حسابه الرسمي في تويتر أنهم لن يدخلوا مدينة كابل، ثم ما لبثوا أن فعلوا العكس”.
ويردف: “تعكس المشاهد في شوارع العاصمة كابول صباح اليوم (الاثنين) خلوها من النساء، كما رصدت الصورة المنتشرة بواسطة النشطاء المدنيين والحقوقيين خلوها من النساء، بالإضافة لظهور الملابس التقليدية المماثلة لزي الحركة”، ولافتا إلى أن الكثير من أفعال وممارسات طالبان “لا تجعلهم أهلاً للثقة”، حيث إن القوانين التي وضعوها بشكل قسري وإجباري شددت على ضرورة عدم الخروج المرأة من البيت بدون محرم، والفصل بين الجنسين في كافة مراحل التعليم لمنع الاختلاط، وارتداء البرقع والحجاب للنساء، ومن ثم “لا أدري هل في الأيام القادمة سيضعون قوانينا أخرى متشددة بخصوص الالتزام بمفاهيمهم العقائدية والأيديولوجية الراديكالية، وكيف سيكون مصير خصومهم السياسيين؟
وفيما يخص العودة للحياة الطبيعية، يشير المصدر ذاته إلى أن الأوضاع الاجتماعية والأمنية حتى الآن “غير مستقرة فأغلب المحلات التجارية مغلقة بسبب تخوفهم من طالبان حيث يتم وضع قيود على المحلات التجارية من قبل الحركة تتمثل في دفع زكاة العشر لطالبان كما فعلوا في بعض الولايات”.
وينوه شاه إلى أن أغلب الولايات في أفغانستان تحت سيطرة طالبان الآن ما عادا ولاية واحدة هي (Panjshir او پنچشیر)، وهي موطن القيادي البارز أحمد شاه مسعود الذي اغتيل قبل التدخل الأميركي في أفغانستان.
مقتل مسلحين بنيران جنود أميركيين في مطار كابول
لقي مسلحان مصرعهما بنيران جنود أميركيين في مطار كابول الدولي، اليوم الاثنين، فيما تجمع آلاف الأفغان سعيًا لمغادرة البلاد بعد سيطرة طالبان عليها، بحسب مسؤول في البنتاغون.
وقال المسؤول رافضا كشف هويته لفرانس برس “وسط آلاف الأشخاص الذين كانوا هنا في شكل سلمي، أشهر رجلان سلاحهما مهددين، فتم قتلهما”.
وذكرت مصادر عسكرية أميركية، طلبت عدم الكشف عن اسمها، لـ”سكاي نيوز عربية”، أن الساعات المقبلة “تحمل عدة تحديات أمنية، في ظل توافر تقارير استخباراتية تفيد بأن حركة طالبان قد تهاجم مطار كابول وتشتبك مع الجنود الأميركيين المتواجدين فيه”.
من جهة ثانية، قال مسؤول أميركي لسكاي نيوز عربية: “أعتقد أن الوجود الأميركي في أفغانستان سينتهي في الأيام الثلاثة المقبلة”.
يذكر أن كل الطرق المؤدية إلى المطار تقع تحت سيطرة طالبان، باستثناء المستديرة المعروفة بـ”دوّار أحمد شاه مسعود” (القريبة من المطار)، والتي تتواجد فيها قوات خاصة أميركية، مدعومة بآليات وبغطاء جوي.
ووصف المتحدث باسم القيادة الوسطى الأميركية – سنتكوم مايجور روبرت لودڤيك، في اتصال هاتفي مع “سكاي نيوز عربية”، اليوم الاثنين، الوضع الأمني في مطار كابل بـ”السيئ”، مشيرا إلى أنه “قابل للتغيّر في أي وقت”.
وأضاف لودفيك أن عدد عناصر القوات الأميركية الذين يحرسون مطار كابل الآن هو نحو ألفي عنصر.
وردا على سؤال عما إذا تم الإجلاء الكامل لموظفي السفارة الأميركية من العاصمة الأفغانية، ومن يعمل فيها، رفض لودفيك تأكيد ذلك، مكتفيا بالقول إن وزارة الدفاع الأميركية ستصدر بيانا بعد ساعتين من الآن لشرح معطيات الواقع على الأرض.