سورية قلب بلاد الشام التي سميت المنطقة باسم عاصمتها « الشام» والآن تجري استعدادات وقمم وتحركات لدول في المنطقة لبناء تكتل يقال انه اقتصادي تحت مسمى «الشام الجديد» لكن بدون شمول الشام فيه، فلم هذه التسمية المشبوهة!!؟؟، وهل هي نوع من تشديد الحصار على سورية بشكل مراوغ!!؟؟، أم قطع الطريق على أي تعاون أو تكامل عراقي سوري في المستقبل، وعلى أي تعاون عراقي سوري إيراني!!؟؟..
فقد كشفت مصادر مطلعة لوسائل إعلامية أن قمة ثلاثية وصفها مراقبون بـ”الاستثنائية”ستُعقد بين مصر والعراق والأردن، غدا “الأحد”، بحضور رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العاصمة العراقية بغداد، وسط توقعات بأن تناقش هذه القمة مشروع “الشام الجديد” ذي الطبيعة الاقتصادية والاستثمارية.
الشام الجديد
القمة المرتقبة التي تأتي تطبيقا لما تم الاتفاق عليه في قمة آب الماضي بالعاصمة الأردنية عمان، التي شاركت فيها الدول الثلاث، يتوقع خبراء ومحللون أن يتصدر مشروع “الشام الجديد” المشترك بين مصر والأردن والعراق جدول أعمالها، بما يشمله من تعاون في مجالات اقتصادية واستثمارية بين الدول الثلاث، فضلا عن أنه مرشح لضم دول عربية أخرى.
وكان الكاظمي قد أطلق تعبير “الشام الجديد”، لأول مرة خلال زيارته للولايات المتحدة في آب الماضي، وقال حينها لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إنه يعتزم الدخول في مشروع استراتيجي يحمل هذا الاسم، موضحا أنه مشروع اقتصادي على النسق الأوروبي، يجمع القاهرة ببغداد، وانضمت إليه عمان، لتكوين تكتل إقليمي قادر على مواجهة التحديات.
ويقول الخبير الاستراتيجي العراقي حسين الجاسر، إن فكرة “الشام الجديد” ليست وليدة اللحظة، وإنما طُرحت خلال ولاية رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، إلى أن عزمت حكومة الكاظمي على إكماله لما يحملها من مكاسب اقتصادية”.
نواة شرق جديد
ويضيف الجاسر أن مشروع “الشام الجديد” يقوم على أساس التفاهمات والمصالح الاقتصادية في المقام الأول بين العراق ومصر والأردن.
وتابع: “المشروع يعتمد على الكتلة البشرية الضخمة لمصر، مقابل الثروة النفطية الضخمة التي يمتلكها العراق، وتنضم لهما الأردن بحكم موقعها الجغرافي الذي يربط العراق بمصر”.
وذكر الخبير العراقي: أنه “من المرجح أن يكون الشام الجديد نواة لتكتل أوسع، قد يضم قريبا دولا عربية أخرى، بهدف ترجيح دول الاعتدال بالمنطقة، في ظل تصاعد وتيرة العنف والتطرف جراء دعم دول إقليمية للحركات الراديكالية والتيارات المتطرفة ببلادنا العربية”.
ويوضح الجاسر أنه من الوارد أن نرى بدءا من العام القادم شرق جديد على أثر الشام الجديد، وحينها سيكون العامل الأول في ذلك التطور المرتقب هو الاقتصاد، فهناك مشروعات ضخمة مطروحة بين دول الخليج والشام الجديد لم تظهر للعلن بعد.”
مشروعات ضخمة
ويقول الصحفي والمحلل السياسي الأردني، عبد الله الحديدي، إن فكرة مشروع الشام الجديد تأسست على هامش عدة مشروعات اقتصادية ضخمة، في مقدمتها تنشيط خط نفط من البصرة إلى سيناء المصرية، عبر الأراضي الأردنية.”
ويضيف الحديدي أنه على أثر الخط النفطي تحصل مصر والأردن على تخفيضات تصل 16 دولارا على البرميل، بينما تستورد العراق الكهرباء من مصر والأردن، إضافة إلى استقطاب بغداد للاستثمارات من البلدين.
ويتابع الحديدي: “هناك ترابط سياسي بين دول المحور الجديد في ظل التحديات التي تواجه الدول الثلاث معا، وفي مقدمتها مجابهة الإرهاب، فالدول الثلاث لها باع طويل في محاربة التطرف الفكري، والعنف المسلح.”
خريطة جديدة
ويؤكد رئيس “المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية” محمد محسن أن مشروع الشام الجديد لا يمكن اختزاله في أنبوب نفط فقط، أو مشروع اقتصادي مهما بلغ حجمه.
ويضيف محسن: “مشروع الشام الجديد يحمل في داخله خريطة جيوسياسية جديدة لمنقطة الشام ككل، بعد أن وسّع مشروع الشام الجديد رقعة مساحة الشام الجغرافية كي تشمل دولة بحجم مصر.”
ويلفت محسن إلى أن المشروع يربط مصر بدول الشام جغرافيا قبل أن يكون ربطا اقتصاديا عبر شبه جزيرة سيناء، التي تشهد حالياً تنمية شاملة، وهو ما يعكس تأثير ذلك المشروع على خرائط القوى والنفوذ بمنطقة الشرق الأوسط.”
المخطط لا يمكن تفسيره بنوايا حسنة
هذا المخطط لا يمكن تفسيره بنوايا حسنة، فالمخطط الذي كان شعبا العراق وسورية يطمحان إليه، والذي يمثل هاجسا لإسرائيل والولايات المتحدة، هو تكامل اقتصدي وسياسي سوري عراقي مع علاقات ثلاثية متينة سورية عراقية إيرانية، وهو ما يسميه الغرب الطريق من طهران إلى المتوسط، وهذا التكامل هو الأكثر واقعية لتطور وتنمية العراق وسورية، فكلا البلدين “العراق وسورية” يشكل عمقا استراتيجيا للآخر، وفيما بعد يمكن انضمام دول أخرى وخاصة الأردن ومصر، أما أن ينخرط العراق في مخطط تكتل إقليمي باسم الشام بدون وجود الشام، فهذا بمثابة قطع الطريق على فكرة التكامل العراقي السوري، والتعاون الثلاثي مع إيران وهو يشكل هدية لا تقدر بثمن لإسرائيل والولايات المتحدة، ويأتي حلقة في مسار تشديد الحصار على سورية لكن بشكل مراوغ.
احمد بدور